Take a fresh look at your lifestyle.

تحركات السودان.. الواقع والوجهة الصحيحة

 

تحركات السودان.. الواقع والوجهة الصحيحة

 

 

 

الخبر:

 

اتسعت دائرة الاحتجاجات في السودان يوم الخميس بانضمام مدن جديدة على رأسها الخرطوم التي شهدت مظاهرات ابتدرها طلاب الجامعات واستمرت حتى المساء، وشهد اليوم الثاني سقوط قتلى في القضارف وبربر.

 

وشهدت مدن دنقلا والقضارف وبربر وكريمة احتجاجات، كان العامل المشترك فيها إحراق دور لحزب المؤتمر الوطني صاحب الأغلبية الحاكمة، مثلما حدث في مدينة عطبرة يوم الأربعاء.

 

وأحرق المحتجون – الغاضبون على تردي الأوضاع المعيشية والغلاء – دار الحزب في دنقلا (530 كلم شمال الخرطوم)، بعد مظاهرات جابت وسط عاصمة الولاية الشمالية تعاملت معها الشرطة بإطلاق الغاز المدمع والرصاص المطاطي. (الجزيرة)

 

التعليق:

 

لم تكن هذه الاحتجاجات مفاجأة كبرى نظرا للظروف المزرية التي تعيشها السودان منذ مدة طويلة ونظرا لما يعيشه العالم بصفة عامة والعالم الإسلامي بصفة خاصة من أحداث متسارعة وتحركات على اختلاف أشكالها وأحجامها ولكنها تحركات تطالب بتغيير الأوضاع.

 

فقد صارت الحياة في السودان جحيما لا يطاق؛ أزمات بعضها فوق بعض، بل إن الناظر إلى حال السودان يترقب الانهيار التام في أية لحظة، وقد وجب التأكيد على أن هذه الحالة من الغلاء الطاحن والأزمات المتلاحقة، إنما هي أمر مصنوع وغير عادي، لأن المعروف عن السودان، أنه بلد غني بثرواته الظاهرة والباطنة، وما قيل عن أن السودان هي سلة غذاء العالم ليس مزحة، وإنما هي حقيقة، لو كانت هناك فكرة سياسية راشدة يُحكم بها السودان، وتدار ثرواته لمصلحة الأمة لا لمصلحة أعدائها، كما هو حادث اليوم، بالركون إلى روشتات صندوق النقد الدولي، التي تعمل عبر القروض الربوية، والاستثمار الذي هو في حقيقته إعطاء ثروات البلاد لشركات الدول الرأسمالية الكافرة بثمن بخس.

 

إن الطريق الذي يجب أن يسلكها أهل السودان خلال هذه الاحتجاجات هي المطالبة بقطع يد الغرب الكافر العابث في بلادنا، وتحويل إدارة هذه الثروات الهائلة لمصلحة الأمة، والمطالبة أيضا بإلغاء كل القيود على الصناعة حتى لا نعتمد على غيرنا في الصناعات…

 

وعلى أهل السودان أن يدركوا أن هذه المطالب لن تتحقق بتغيير في الوجوه بل لا بد من تغيير النظام وإرساء دولة العدل والرحمة التي تقوم على أساس العقيدة الإسلامية، وتطبق أحكام النظام الاقتصادي في الإسلام، بعد تطبيقها نظام الحكم في الإسلام.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نذير بن صالح – تونس

2018_12_23_TLK_1_OK.pdf