ثبتوا حين تخاذل الكل
الخبر:
“ثبتوا حين تخاذل الكل…”.
سعيد رضوان في صفحته على الفيس بوك، بمناسبة خروجه من السجن.
التعليق:
عبارة اختصرت الكثير من الكلام، حين وجّه الشيخ سعيد رضوان كلمته إلى حملة الدعوة الواعين المخلصين، بمناسبة انتهاء مدة محكوميته وخروجه من سجون الظالمين في الأردن.
استوقفتني هذه العبارة بقدر ما استوقفتني عبارات أخرى من الشيخ الجليل أبي عماد، كعبارة “زكاة العمر”، فقبل أن يدفعها الشيخ الجليل في السجن كان قد دفع الكثير الكثير من عمره زكاة لعمره خلال حمله الدعوة في سنواته الماضية الطويلة، من وقته الذي نذره لحمل الدعوة، ومخاطبة الأمة، ووقفاته الكثيرة التي ملأت قلوب الظالمين غيظاً، وأقضَّ مضاجعَهم، حتى قال قائلهم: “أبلغوا سعيد رضوان أن يهدأ ويسكت، وإلا فسنجعله (يُدَوّدُ) في السجن” لكنّ الشيخ الجليل؛ شأنه في ذلك شأن حملة الدعوة الواعين المخلصين الثابتين على الحق؛ لا يخشى في الحق لومة لائم، وقد خرج من السجن شامخاً كما دخله بل أكثر شموخا، وقد انقضى السجن وبقي الأجر إن شاء الله، قال عزّ من قائل: ﴿وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [التوبة: 120].
هنيئاً لك الأجرَ والثواب أبا عماد، ولا عليك، نكلُكَ إلى إيمانك ولا نزكّي على الله أحداً، فإن تكن قد سجنت فقد سجن من هو خير منك؛ سيدنا يوسف عليه السلام، ولكنه بعد حين وبإذن الواحد الأحد حَلَّ مَحَلَّ مَنْ سَجَنَه، وصار هو العزيزَ الحاكمَ في الدنيا، ورضوان من الله أكبر، وفوز بجنات النعيم في الآخرة.
أما أولئك الظالمون فننذرهم عذابَ الله تعالى في الدنيا والآخرة، والخسران المبين، ولتعلموا أنكم لا تملكون لأنفسكم ضراً ولا نفعاً، فضلاً عن أن تملكوه لغيركم، إلا بإذن الله، حتى لو كانت الدَّولةُ لكم، فما هو لنا إلا قضاء وقدر بالخير من الله سبحانه وتعالى، وهو وبالٌ عليكم، والأيام دُوَلٌ، قال الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران: 140].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن