الوقت هو جوهر القضية: الكوارث الطبيعية والموت
(مترجم)
الخبر:
فاجأت موجة تسونامي في 22 كانون الأول/ديسمبر 2018، ودون تحذير من الأرصاد الجوية، الناس في إندونيسيا وابتلعت أكثر من 222 شخصاً في لحظة واحدة أثناء احتفالهم في حفل موسيقي.
وكان هذا التسونامي المدمر الذي ضرب إندونيسيا قد نجم عن انفجار جزء من بركانAnak Krakatau في المحيط، حسبما أكد المسؤولون، وسط دعوات لإنشاء نظام جديد للإنذار المبكر يمكنه الكشف عن الانفجارات البركانية. وقد أمضى المئات من العسكريين والمتطوعين يوم الاثنين بطوله وهم يجوبون الشواطئ المليئة بالحطام بحثا عن ناجين. وأصيب ما لا يقل عن 1.459 شخصاً وتضرر أكثر من 600 منزل، و60 متجرا و420 سفينة. وقال العلماء بأن حقيقة أن تسونامي نجم عن بركان لا عن هزة أرضية ساهم في عدم وجود تحذير من حدوثه. وأفاد السكان في المناطق الساحلية بعدم رؤية أي علامات تحذيرية أو الشعور بها قبل ارتفاع الأمواج التي بلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار. (الجارديان)
التعليق:
تأتي الكوارث الطبيعية فجأة في حالات مرعبة فظيعة أو مع تحذيرات كما يحصل في حالة الهزات الصغيرة التي تشير إلى زلازل قوية تعقبها أو إرهاصات عاصفة تشير إلى قرب الأعاصير. تُنشر الصور ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت للحادثة المروعة التي تثبت فقط وجود خالق ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [يس: 83]
الوقت هو جوهر القضية عند التعامل مع هذه الحياة كطريق موصل للحياة الأبدية. إن الموت في حالة فجور وفسق سينتج عنه أسف وندم أبديان في وقت رأينا فيه المسلمين في الفيديو يرقصون ويغنون جنباً إلى جنب مع فناني الحفلات الموسيقية!
كما أن الموت لا يعرف موعدا… الموت هو نهاية الأجل الذي كتبه الله تعالى الذي يأمر ملك الموت بقبض أرواح الخلق.
إندونيسيا هي بلاد إسلامية عدد سكانها الأكبر من حيث نسبة المسلمين (بحوالي 209 مليون نسمة) حيث 87.2٪ من سكانها مسلمون وفقا لتقرير بيو للأبحاث لعام 2015. بالنسبة للحفلات الموسيقية التي تقام في هذه البلاد الإسلامية مع وجود واضح للحرام فيها داهم الموت الجمهور المحتفي وهذا موت يوجب الندامة على أمل أن يكون درساً لأولئك الذين شاهدوا هذه اللقطات في جميع أنحاء العالم وأولئك الذين يشاركون في جهود الإنقاذ في إندونيسيا.
﴿إنا لله وإنا إليه راجعون﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر