مع الحديث الشريف
باب من لم يبال من حيث كسب المال
أحبتنا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله معنا في لقاء جديد وفقرة (مع الحديث الشريف)
حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام”.
الشرح
قوله: (باب من لم يبال من حيث كسب المال) في هذه الترجمة إشارة إلى ذم ترك التحري في المكاسب
قوله: (يأتي على الناس زمان) في رواية أحمد عن يزيد عن ابن أبي ذئب بسنده: “ليأتين على الناس زمان” وللنسائي من وجه آخر: يأتي على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حل أو حرام، وهذا أورده النسائي من طريق محمد بن عبد الرحمن عن الشعبي عن أبي هريرة، وقال ابن التين: أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – بهذا تحذيرا من فتنة المال، وهو من بعض دلائل نبوته لإخباره بالأمور التي لم تكن في زمنه. ووجه الذم من جهة التسوية بين الأمرين، وإلا فأخذ المال من الحلال ليس مذموما من حيث هو، والله أعلم.
إن الله خلق المال واستخلف بني البشر عليه، كما جعله زينة للحياة حيث أن أغلب ما تشتهيه النفس لا يمكن تلبيته إلا بالمال، لكن السؤال هنا من أين نأتي بالمال لتلبية حاجاتنا؟
إن الله شرع للإنسان أحكام يحتكم لها وشملت هذه الأحكام كل أفعال الإنسان بما فيها كسب المال “من أين أتى به وأين سينفقه” وعلى من يسير في حياته حريصا على طاعة الله أن يتقي الله في نفسه وفي بيته ولا يؤسسهم من مال منبته من حرام، ولا نقول أن الفقر وغلاء المعيشة هما مبررات لقبول المال الحرام ولا نسير في ركب من لا يتقون الله ويقولون أن هذا ما عمت به البلوى وحالنا كغيرنا من الناس .. لا والله لا نقول ذلك فالحلال بيّن والحرام بيّن وطالما أن المسلم يحتكم لشرع الله فلا بد أن يتحرى مكسبه لكي لا ينبت لحمه ولا بيته من مال حرام ..