Take a fresh look at your lifestyle.

الاحتفال بعيد الاستقلال في السودان بعد ثلاثة وستين عاما، هل انعتق السودان من ربقة الاستعمار؟

 

الاحتفال بعيد الاستقلال في السودان

بعد ثلاثة وستين عاما، هل انعتق السودان من ربقة الاستعمار؟

 

 

الخبر:

 

في كل عام وبالتحديد في الأول من كانون الثاني/يناير، يحتفل الناس في السودان بما يسمى عيد الاستقلال، فتتزين الطرقات بالأعلام، وتضج المسارح بالأغاني والأهازيج، وما إلى ذلك من مظاهر الفرح، إلا أن هذا العام 2019م كان عاماً مختلفاً بعض الشيء، حيث انشغل الناس بالاحتجاجات والتظاهرات ضد النظام الحاكم، مطالبين برحيله، ما جعل الاحتفال هذا العام باهتاً بلا ضجيج.

 

التعليق:

 

لقد خرج الكافر المستعمر الإنجليزي من السودان في الأول من كانون الثاني/يناير 1956م، لكنه خرج بجسده فقط، وظلت عقليته هي الحاكمة، وثقافته هي المسيطرة، وقوانينه هي النافذة، حتى قيل، وهو قول حق: (خرج الإنجليزي أبو برنيطة وجاء الإنجليزي أبو عِمّة)، فكان الدستور الذي حكم به السودان بعد ذهاب الإنجليز هو نفسه الذي وضعه القاضي الإنجليزي ستانلي بيكر للفترة الانتقالية في العام 1953م، وظل فصل الدين عن الدولة هو الأساس الذي يقوم عليه أي دستور وُضع بعد ذلك، مما جعل السودان مثله مثل باقي البلاد الإسلامية دولة وظيفية، مهمتها تمكين الغرب الكافر المستعمر من نهب الثروات والهيمنة الكاملة على كل صغيرة وكبيرة، حتى أصبح التفكير في تغيير الحال الذي آل إليه السودان لا يخرج عن الصندوق الرأسمالي الغربي في المعالجات، والتي ثبت عبر السنوات العجاف أنها زادت الناس فقراً، رغم أنهم يمتلكون من الثروات الظاهرة والباطنة، ما يجعلهم أغنى بلاد الدنيا، بل ويفيض خيرهم إلى غيرهم، إن كانت هذه الثروات تدار لمصلحة أهل البلاد.

 

فهل يعقل أن يجوع الناس في بلد به أكثر من مئتي مليون فدان من الأراضي المسطحة السهلية الصالحة للزراعة، وفي بلد يمر به أطول أنهار العالم بفروعه الدائمة والموسمية؟! هل يعقل أن يحتاج الناس إلى المال، وباعتراف الحكومة يستخرج من باطن الأرض أكثر من مائة وعشرين طناً من الذهب سنوياً، غير المعادن الأخرى، إضافة إلى ملايين الرؤوس من الماشية والأغنام؟!

 

إن السودان بلد غني بثرواته التي حباها الله لأهله الطيبين، فقط تحتاج إلى من يديرها لمصلحة الأمة لا لمصلحة أعدائها، كما هو الحال اليوم… فإن الاستقلال الحقيقي هو يوم أن ننعتق من ربقة الكافر المستعمر، ونقيم دولتنا على أساس عقيدتنا، عقيدة الإسلام العظيم، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القائمة قريباً بإذن الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم عثمان أبو خليل

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

2019_01_03_TLK_1_OK.pdf