Take a fresh look at your lifestyle.

أيتها الخلافة المهيبة: عودي للذود عن براءة الطفولة وسلامة فطرتها

 

أيتها الخلافة المهيبة: عودي للذود عن براءة الطفولة وسلامة فطرتها

 

 

الخبر:

 

هبطت في العاصمة الروسية موسكو، طائرة تقل 30 طفلا من أبناء عناصر تنظيم الدولة، كانوا محتجزين بالعراق حسبما ذكرت قناة “روسيا اليوم”، الاثنين. ونقلت القناة عن آنا كوزنتسوفا، مفوضة الرئيس الروسي لحقوق الطفل، أن الطائرة وصلت، الأحد، وعلى متنها 16 طفلة و14 طفلا (أعمارهم بين 3 و15 عاما).

 

وأوضحت أن 24 من هؤلاء الأطفال ينحدرون من جمهورية داغستان وثلاثة من الشيشان وثلاثة من مدينة بنزا (غرب روسيا) ومن موسكو. وأضافت المسؤولة الروسية أن هذا العدد هو أول دفعة من بين إجمالي أكثر من 120 طفلا كانوا في سجون العراق برفقة أمهاتهم المتهمات بالانتساب لتنظيم الدولة.

 

وقالت إن المساعي متواصلة للإفراج عن العدد الباقي من الأطفال، مشيرة أن الأمهات ما زلن محتجزات بالمعتقلات العراقية. وذكرت أن السلطات الروسية تحاول حاليا البحث عن أقارب الأطفال الذين وصلوا إلى موسكو، لجمع شملهم بهم. وأفادت القناة الروسية بأن هؤلاء الأطفال احتجزوا مع ذويهم في مناطق سيطرة “داعش”، شمالي وغربي العراق، أثناء عمليات الجيش العراقي لتحرير هذه المناطق. (وكالة الأناضول)

 

التعليق:

 

العراق بلد الرشيد قاهر عباد الصليب يسلم أبناء المسلمين للروس ليرعوهم ويتحكموا فيهم، فهل عادت مأساة أبناء الأندلس من جديد؟

 

هذا الخبر أعاد لي مشاعر القهر التي استشعرتها يوم قرأت عن محاكم التفتيش في الأراضي الأندلسية حين قتلت الكنيسة هناك المسلمين الذين ثبتوا على دينهم، وأخذت أبناءهم وربتهم في الأديرة لينشؤوا نصارى لا يعرفون شيئا عن ماضيهم ولا دينهم… ولقد عادت تلك المشاعر في العصر الحديث في الحرب الصربية على البوسنة والهرسك وعلى كوسوفو حين لبست الدول الأوروبية ثوب المنقذين وتنافست في جمع أطفال المسلمين من ضحايا هذه الحرب القذرة وضمتهم للأديرة ترعاهم وتربيهم على النصرانية الكافرة…

 

وها هي المأساة تتكرر من جديد، والغصة تغلق الحلق وتعتصر القلب حين قرأت هذا الخبر المقيت، فهل يتفضل علينا بوتين الحنون! وينقذ أطفال المسلمين من سجون الحكومة العراقية المجرمة التي سجنت الأمهات والأطفال؟! وهل حقاً ستبحث الحكومة الروسية عن أهالي هؤلاء الأطفال؟ وهل لو وجدتهم ملتزمين بالإسلام ستسلمهم لهم؟! أم أن أديرة جديدة تنتظر البراءة المظلومة، والفطرة السليمة، لتحرفها وتفتك بها؟!

 

إنها لمأساة مزدوجة؛ فمن جهة يذل المسلمون أبناء بعضهم البعض دون مراعاة لأخوة الإسلام ولا لبراءة الطفولة، فيزج بالأطفال في السجون ويساوم عليهم ومع من؟ مع الكفرة الحاقدين على الإسلام والمسلمين مع الروس وما أدراك ما الروس! فمن ينسى جرائمهم بحق المسلمين ودينهم في آسيا الوسطى والقوقاز والشيشان وتتارستان؟ من ينسى دعمهم للصرب ضد إخوتنا في البوسنة والهرسك وكوسوفو؟ ثم جرائمهم الحالية بحق إخوتنا في سوريا؟ هؤلاء الروس هم من تسلموا بكل حنان ورقّة وإنسانية أطفال نساء تنظيم الدولة، فأنقذوهم من بؤس السجون وظلم إخوتهم المسلمين. فأي هوان وأية مذلة وصلت لها أمة الإسلام؛ إذ يبيعها أبناء لها عاقون ويفترس أبناءها ويضيعهم أعداؤها الأزليون الحاقدون؟!

 

حمى الله أبناء المسلمين وأنقذهم من فتنة الكفار والمنافقين وأعاد لهم الأم الرؤوم التي سترعاهم وتحميهم وتذود عنهم وعن دينهم الحنيف… إنها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي من دونها الكل ضائع ومستباح ومهين. فعجل اللهم لنا بها إنك أنت الرحمن الرحيم.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسماء الجعبة

2019_01_03_TLK_2_OK.pdf