Take a fresh look at your lifestyle.

حقيقة النوايا الأمريكية تجاه الحراك في السودان

 

حقيقة النوايا الأمريكية تجاه الحراك في السودان

 

 

 

الخبر:

 

 نشرت قناة العربية على موقعها الإلكتروني يوم السبت الموافق 2019/01/05، خبراً حول قيام رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي إليوت إنغل، بتوجيه رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، يطلب منه تقريراً حول ممارسات أجهزة الأمن السودانية ضد المتظاهرين، وأبدى إنغل استغرابه من الموقف الأمريكي إزاء ما أسماه التدخل العنيف لقوات الأمن السودانية، واعتبر أن الأحداث الأخيرة في السودان قد تكون لها تداعيات على المرحلة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين البلدين.

 

التعليق:

 

للوهلة الأولى قد يخيل لقارئ الخبر أن أمريكا بريئة ولا تتدخل في شؤون الدول إلا إذا اقتضت الحاجة لذلك، وبالتالي فهي لا نية لها للتدخل في الشأن السوداني، إلا أن ما “يشعر” به رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب من قلق إزاء التدخل العنيف لقوات الأمن السوداني ضد المتظاهرين، قد “يضطرها” لاحقاً للتحقيق في ملابسات هذا التدخل العنيف، وقد تقوم “مضطرة” للوقوف إلى جانب الشعب السوداني المسحوق المظلوم ومساعدته للتخلص من الطاغية الظالم، نعم هذا ما قد يخيل لمن لا يمتلك الوعي السياسي وجَهل الطرق والأساليب الملتوية والخبيثة التي انتهجتها وتنتهجها واشنطن في اختراق المتظاهرين واحتواء غضبهم وثوراتهم وتسيير احتجاجاتهم لتحقيق مآربها الاستعمارية القذرة.

 

أما إن وجد بين إخواننا السودانيين من يظن أن أمريكا صادقة في ادعائها وقوفها إلى جانب الشعوب ضد الحكام الظلمة، فنقول لهؤلاء إن أمريكا كالشيطان، بل هي الشيطان نفسه، وإن وعودها كوعود الشيطان ولن يعدكم الشيطان إلا غرورا، فالبشير حاكم السودان هو عميلها، وبرضاها هو يحكم السودان منذ ثلاثة عقود، وبالتالي فهي لن تضحي بعميلها من أجلكم إلا إذا اضطرت لذلك، ليس من أجلكم ولكن من أجل أن تنقذ وجودها ومصالحها في السودان، وعندها ستقوم باستبدال عميل أقل قبحا بعميل أكثر قبحا، وعندنا من الأدلة ما يكفي لإثبات ذلك، فالتدخل الأمريكي في الثورة الليبية لم يكن إلا لإيجاد عميل أمريكي يخلف عميل الإنجليز القذافي فيخدم مصالحها هناك، وهذا ما أرادته من تدخلها في اليمن، فأشعلت حربا طائفية بغيضة لفرض عميلها الحوثي كشريك يقتسم الحكم مع عملاء الإنجليز.

 

أما في مصر فلم يخرج الأمر أيضاً عن كونها استبدلت عميلاً بعميل، بعد أن قامت بمحاولة إظهار نظام “الإسلام السياسي” كنظام فاشل في حكم الدولة ورعاية شؤون الناس.

 

أما في سوريا، فلم تُبق أمريكا خدعة أو حيلة إلا استخدمتها في محاولاتها لإجهاض الثورة، واستدعت زبانيتها وعملاءها، وقسمت عليهم الأدوار، حتى أوقعت الكثير من قادة الثوار في حبائلها، وأوصلت الثورة بعد سنوات طوال إلى حافة الهاوية.

 

فالحذر الحذر يا أهلنا في السودان، ولا يغرنكم كلام أمريكا المعسول، ولا تقبلوا معونة أو مساعدة من أي دولة كانت حتى وإن كانت “غير مشروطة”، وإن لكم في أخطاء إخوانكم لعبرة، فلا تمدوا أيديكم إلى الجحر ذاته فتلدغوا ويصيبكم ما أصابهم، واعلموا أن خلاصكم وخلاص أمتكم لا يكون بإسقاط البشير والإتيان ببشير آخر، بل الحل الوحيد هو قلع النظام الرأسمالي الذي أفقركم من جذوره، ووضع نظام الإسلام موضع التطبيق والتنفيذ، وهذا لا يكون إلا باستئناف الحياة الإسلامية في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وليد بليبل

2019_01_11_TLK_1_OK.pdf