واشنطن والدوحة تتفقان على توسيع قاعدة “العديد” العسكرية
الخبر:
أعلن وزير الخارجية القطري، يوم الأحد، أن بلاده والولايات المتحدة الأمريكية وقعتا مذكرة تفاهم “لدعم النشاط العسكري” وتوسيع قاعدة العديد الواقعة على بعد 30 كم جنوب غرب العاصمة الدوحة. وقال وزير الخارجية الأمريكية، على هامش افتتاح الحوار المشترك: إن “دولة قطر تستضيف 13 ألف جندي أمريكي، ووقعنا (يوم الأحد) مذكرة تفاهم مع الدوحة لتوسيع وجودنا في قاعدة العديد الجوية؛ ونحن ممتنون لهذا التعاون”. (الخليج أون لاين 13 كانون الثاني 2019م)
التعليق:
إن الاتفاقية والترتيبات العسكرية والأمنية المبرمة مع دول الكفر وعلى رأسها أمريكا حرام شرعاً، لأنها تتضمن فرض وبسط هيمنة الكفار على المسلمين وبلادهم، قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، وتتضمن اتخاذ المؤمنين الكافرين أولياء، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾، وتتضمن أيضاً إعانة الكافرين على قتلهم المسلمين، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾، هذا بإعانة المسلمين على الإثم فكيف بإعانة الكافرين على احتلال بلاد المسلمين وقتلهم؟! وعليه فالواجب شرعاً العمل على إلغاء هذه الاتفاقيات، وإنهاء الوجود العسكري الأمريكي والأجنبي في بلاد المسلمين، ووقف جميع التسهيلات العسكرية لهم.
ولا بد من إدراك أن الطريق كان دائماً ممهداً أمام إلغاء مثل هذه الاتفاقيات – التي لم يجز ابتداءً إبرامها – بالرغم من أن أمريكا لا زالت الدولة الأولى في العالم، ولا زالت تملك مختلف الأدوات لتناور وتخادع، وتفتعل الأزمات الأمنية حتى تُشعر المنطقة بأنها بحاجة لحمايتها، مثلما هو ديدنها منذ عقود في إخافة دول الخليج من البعبع الإيراني. فالمطلوب هو عمل سياسي ممكن وهو قبل كل شيء واجب شرعي.
ولتعلم شعوب الخليج الكريمة أن قول “لا” لأمريكا وعدم المسارعة والتنافس في إرضائها، لا يتطلب عقولاً مستنيرة بكتاب الله فقط، بل ويتطلب نفوساً صادقة بما عاهدت الله عليه، قال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾. وإن كنا كذلك فقد كفل الله لنا الظفر على أعدائنا، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.
ولنتأمل قوله تعالى، بعدما نهى عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / الكويت