أطفال في بريطانيا يأكلون من القمامة!!
الخبر:
دعت مجموعة من أعضاء مجلس العموم البريطاني الحكومة إلى تعيين وزير للجوع لمواجهة مشكلة “انعدام الأمن الغذائي” وخاصة بين الأطفال.
جاءت هذه الدعوة بعد أن قالت شيفون كولينغوود، مديرة مدرسة في موركام، في لانكشير إن الأطفال يصلون إلى المدرسة وهم يشعرون بالجوع ويبحثون عن الطعام في صناديق القمامة.
وأضافت أن واحداً من كل عشرة من تلاميذ المدرسة يعيش في عائلة تعتمد على المساعدات التي تقدمها بنوك الطعام، وأن قلبها ينفطر عندما يصل الآباء إلى المدرسة ثم “ينفجرون في البكاء ويقولون لها بأنهم لا يستطيعون تأمين المال لإطعام أطفالهم”.
وأضافت “تأتي العائلات وتخبرني بأنها تقرض الطعام بشكل روتيني لبعضها البعض، تجربتي اليومية تقول لي إن هذه مشكلة متنامية”. (بي بي سي)
التعليق:
رغم تصريحات الحكومة البريطانية بأن عدد الأطفال الذين يعيشون في أسر بلا عمل في انخفاض بشكل قياسي لارتفاع مستويات العمل وخلق المزيد من الوظائف وما يرتبط بها من انخفاض في البطالة، إلا أن الفقر المدقع بدأ ينتشر في المدن الإنجليزية الثرية وبعض مناطق لندن وذلك نتيجة ظهور مشاكل كثيرة وعديدة كارتفاع تكاليف الإسكان وعمليات استرداد الديون ودفع المستحقات المالية.
هذا وقد كانت لجنة التدقيق البيئي عام 2017 قد أبرزت أرقام منظمة اليونيسيف التي بينت أن 19 بالمائة من الأطفال دون الخامسة عشر عاماً في بريطانيا يعيشون مع بالغين يكافحون من أجل تأمين الطعام. كما أشار تقرير من جامعة هيربوت وات أن هناك أكثر من 1.5 مليون شخص، بما في ذلك 365 ألف طفل مُعدم في بريطانيا في مرحلة ما خلال العام الماضي.
إن هذه التقارير المتتالية ربما تكون صادمة لكل من يجهل الأسس التي قام عليها النظام الرأسمالي، هذا النظام الذي أوجد الفقر وساعد في تكريسه من خلال سوء توزيع الثروة وإعطاء الحرية الكاملة للتملك بدون أي ضوابط وحدود، مما أدى حتماً إلى تركز الثروة وحصرها في أيدي فئة قليلة وحرمان فئات أخرى كثيرة منها، فاستبد المنتجون بالمستهلكين وشاع الفقر والحرمان.
هذا الخبر عن بريطانيا فيما يتعلق بالفقر فقط وما خفي أعظم سواء على الصعيد الاقتصادي أم الاجتماعي، فهذه الظاهرة ستلف معظم بل كل الدول التي أخذت الرأسمالية أساساً لكل مقومات الدولة فيها. فعلاج الفقر ليس بالتوظيف أو زيادة فرص العمل ولا حتى بتعيين وزير للجوع أو ما شاكلها من أعمال ترقيعية والتي لن تسمن ولن تغني من جوع، فالموضوع هو دراسة حاجات الإنسان الأساسية من حيث هو إنسان، ودراسة توزيع الثروة على جميع الأفراد فرداً فرداً، بحيث يشبع كل فرد جميع حاجاته الأساسية إشباعاً كلياً ويساعد على إشباع حاجاته الكمالية، فحل هذه المشكلة يتعلق بوجهة النظر في الحياة، ومن المعلوم أن المنفعة والمصلحة هي أساس وجهة نظر المبدأ الرأسمالي في الحياة.
فما يعانيه العالم بأكمله من فقر وجوع واستعمار وغزو اقتصادي بل وأزمات اقتصادية متتالية نتيجة تجمع ثروات العالم لتوضع في أيدي حفنة قليلة من الرأسماليين ليزيدوا مناطق نفوذهم؛ وذلك كله من جراء سوء القواعد التي نصّ عليها النظام الاقتصادي الرأسمالي.
وها هي مجتمعاتهم اليوم تعاني نتائج مأساوية بسبب نظامهم الرأسمالي الفاسد وسينخرها سوس الاندثار والاضمحلال ليحل محلها مجتمعات آمنة وهانئة بعدل نظام الإسلام، وليس ذلك ببعيد إن شاء الله.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى