الحكم على المصري محمد عبد الحفيظ بالإعدام
(مترجم)
الخبر:
أطلقت حكومة إسطنبول تحقيقا في قضية أثارت الدهشة لترحيل محمد عبد الحفيظ حسين، الذي فر من نظام السيسي ولجأ إلى تركيا. وقد تم توقيف ثمانية رجال أمن عن العمل مؤقتا بسبب قرار تسليم حسين في 18 كانون الثاني/يناير، على الرغم من انعدام الملجأ وحكم الإعدام. (karar.com)
التعليق:
لقد تم تسليم محمد عبد الحفيظ حسين، الذي حكم عليه نظام السيسي الانقلابي بالإعدام، والذي وصل إلى مطار (أتاتورك) في إسطنبول يوم 18 كانون الثاني/يناير، إلى مصر. وكشفت صورة نُشرت على وسائل التواصل إجراءات تسليم حسين المحكوم بالإعدام والذي جلس مقيد اليدين في الطائرة. وعلى الرغم من حقيقة أن حسين قد أعرب مراراً وتكراراً عن أنه عضو في الإخوان وأنه محكوم بالإعدام، إلا أن طلبه رفض وتم تسليمه إلى النظام الانقلابي المصري. وعندما ضجت وسائل التواصل بسبب ما جرى، تم فتح تحقيق مع ثمانية من رجال الشرطة ذوي الرتب الدنيا المشاركين في إجراءات التسليم.
وكأن هذه الفضيحة لا تكفي! فقد تبين أيضا بأنه ألقي القبض على موظف تنظيف في المطار، وهو أمين شيلك، وأودع السجن، للاعتقاد بأنه هو من نشر الصورة. ليطلق سراحه أخيرا بسبب ردود الفعل على وسائل التواصل بعد أن أُطلق هاشتاج #BenCektim. ولو لم يلتقط تلك الصورة، لما كُشف عن عملية تسليم المسلم المحكوم إلى نظام السيسي.
عبد الحفيظ ليس أول ولا آخر من تسلمه تركيا لمصيره بحكم الإعدام، فقد تم إرسال الآلاف من المسلمين الذين لجأوا إلى تركيا للأنظمة المجرمة من قبل. ولا تزال مراكز إعادة التوطين تمتلئ بالمسلمين الأوزبيكيين والقرغيزيين والإيغور. إلى جانب ذلك، فإن تركيا بلد يزوره أعضاء المخابرات الروسية بشكل متكرر، فهم يجيئون ويذهبون رغم ما يفعلونه من اغتيال للمسلمين الشيشان. وعلاوة على ذلك، فإن هذا البلد هو بلد شهد حديثا مقتل صحفي في القنصلية السعودية، على الرغم من مراقبته خطوة بخطوة عبر جهاز الاستخبارات الذي يمتلك حتى التسجيل الصوتي والفيديو. كما التزمت تركيا الصمت حينما غادر القتلة كما جاؤوا، ولكنهم سألوا بعد ذلك عن مكان وجود الفريق المشارك في القتل وطالبوا بإعادة القتلة!
يواصل أردوغان التأكيد على أن “تركيا هي بيت آمن للمظلومين”. أيُّ نوع من البيوت الآمنة هذا الذي يسلم المضطهدين إلى حبل المشنقة، أو إلى اغتيالهم، أو ذبحهم؟ هذه الدولة (!) غير راغبة في حماية هؤلاء المضطهدين! فهل تركيا حقا البيت الآمن؟
ليس سرا ولا يفاجئ أحدا ألا تطابق أقوال أردوغان أفعاله! فهو يستغل القضية الفلسطينية لكنه يبرم اتفاقات مع كيان يهود، ويدعم مرسي في مصر بشعار رابعة، ثم يغير معنى هذا الشعار ليتناسب ووجهة النظر السياسية الكمالية، وهو يسلم عبد الحفيظ “المحكوم بالإعدام” إلى قتلته.
إنه يحتج علناً على نظام الأسد، الذي ذبح مليون شخص على الأقل، لكنه في الوقت ذاته يتعاون مع روسيا وأمريكا وإيران، أنصار نظام الأسد وداعميه. وقد قام بتسليم حلب إلى النظام ويبحث الآن عن صفقة جديدة لتسليم إدلب. وسيتنازل عن سوريا بأكملها في اتفاق أضنة.
يقدم أردوغان تعريفاً جديداً لتصريح وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، الذي قال فيه “لدينا اتصالات غير مباشرة مع النظام السوري”، عبر ما أسماه “سياسة خارجية منخفضة المستوى”، وبالتالي يعترف بأن العلاقات مع النظام السوري لا تزال قائمة على المستوى الاستخباراتي.
أيكون إجراء تسليم عبد الحفيظ أيضاً نتيجة لـ”السياسة الخارجية المنخفضة المستوى”؟
يفوق أردوغان العديد من الفنانين في التمثيل. فهو يذرف الدموع على النساء الأرامل في فلسطين، وأيتام سوريا، والروهينجا والمسلمين في اليمن، ولكنه عوضا عن تخليصهم من هذا الاضطهاد، يتعاون مع المجرمين. إن الدموع التي يسكبها تشبه إلى حد كبير دموع التمساح الذي يستمتع بفريسته.
من الذي سيُحاسَب على ما جرى مع عبد الحفيظ؟ اليوم، يمكنك التستر على الوضع من خلال الحكم على ثمانية من رجال الشرطة أو من خلال الضغط على وسائل الإعلام. يمكنك التضليل على ما جرى من اضطهاد بجيوشك التابعة لك. ولكن، أي شيء ستفعله لنجاتك يوم القيامة؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان أبو أروى