جعلوا من إيران الفزاعة، ليعلنوا التطبيع بصراحة!
الخبر:
للمرة الأولى جلس وزراء خارجية عرب مع رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو ومسؤولين دوليين، في غرفة واحدة للحديث عما أسموه التهديد الإيراني لمنطقة الشرق الأوسط.
وعلى مدى أشهر طويلة سعى نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تكريس “مواجهة التهديد الإيراني”، أولوية في الشرق الأوسط على حساب حل الصراع بين الفلسطينيين ويهود.
واعتبر نتنياهو المؤتمر “نقطة تحول تاريخية”، وقال في إشارة إلى حفل عشاء نظم للمشاركين بالمؤتمر الأربعاء “شكل نقطة تحول تاريخية، بمشاركة نحو 60 وزير خارجية وممثل عن عشرات الحكومات في قاعة واحدة، بينهم رئيس وزراء يهود ووزراء خارجية عرب وقفوا وتحدثوا بصورة قوية، وواضحة وبإجماع استثنائي عن الخطر المشترك الذي يمثله النظام الإيراني”. (القدس العربي) “بتصرف”
التعليق:
لن نزيد وصف حكام المسلمين وحاشيتهم بالعمالة والخنوع، ولن نشرح واقعهم المذل الجبان، فخروج وزراء الخارجية العرب مطأطئي الرؤوس وبوجوه شاحبة وبصمت معيب، يكفي ويفي لنعلم أن قمة وارسو هي قمة كانت لبيع آخر قطرة دم كانت تجري في عروق هؤلاء القادة بعد أن سقطت عنهم آخر ورقة توت كانت تواري سوءاتهم!
ليس من المستغرب أن تغيب قضية أرض فلسطين المحتلة عن بنود هذه القمة، فهي منذ سنوات قد خرجت من دائرة الضوء السياسي والإعلامي بسبب الكثير من الأحداث الدراماتيكية التي تحصل في بلاد المسلمين بفعل فاعل، فلم يعد لها مكانٌ حتى في قائمة الأخبار الخمسة الأولى، ليستعاض عنها بالحديث عن التصريحات الإعلامية الدافئة والزيارات واللقاءات التي تربط كيان يهود بحكام المسلمين.
أجمع الحكام العملاء على حجة واحدة لقبولهم الحضور لهذه القمة ألا وهي التصدي لإيران، ومن الجدير ذكره أن الدور الإيراني في المنطقة كما الأدوار الأخرى لعملاء أمريكا، التي تزيد أو تقلص من تلك الأدوار وفق متطلبات السياسة الأمريكية دون النظر في مصالح تلك الدول. فإيران لا تختلف أبداً في انقيادها التام لأوامر أمريكا التي لا تنتظر قبولهم ورفضهم للمجيء أينما أرادت وكيفما شاءت ومتى قررت، وبالحجة الواهية التي أملتها عليهم وعلى إعلامهم المسيس لتحقق مآرب وخططاً وضعتها من أجل ترسيخ بسط نفوذها في مناطق الصراع وللتأكيد على عدم خروج الأوضاع من قبضة يدها الاستعمارية.
فأمريكا تريد الاستفادة لأقصى حد من تعميم فكرة “البعبع الإيراني”، فمن الناحية الاقتصادية ستدر دول الخليج عليها الكثير من الأموال في مقابل حمايتها من هذا البعبع، وهذا ما جاء في تصريحات ترامب بإلزامية الدفع مقابل الحماية. وفيما يتعلق بإدارتها لملف السلام في الشرق الأوسط وعلاقتها الوطيدة بكيان يهود فهي قد جمعت له زعماء العرب لتذلل كل العقبات أمامه بمزيد من التطبيع في سبيل تحقيق السلام والرخاء لهذا الكيان الدخيل ولو على حساب المسلمين ومن خلال حكام المسلمين الخونة.
ولمزيد من الاستفادة أضع بين أيديكم رابط “جواب سؤال” أصدره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله بتاريخ 23/02/2017م، بعنوان: (السياسة الأمريكية تجاه مسألتي فلسطين وإيران).
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى