حوادث القتل في نجومبي تظهر تأخر أفريقيا فكريا
(مترجم)
الخبر:
نُشرت تقارير إعلامية تنزانية ودولية حول قضية قتل الأطفال في مقاطعة نجومبي، جنوب غرب تنزانيا، وقد ظهر بعض المشتبه بهم أمام محكمة الصلح وهم يواجهون تهما عديدة بالقتل.
التعليق:
لقد قُتل ما لا يقل عن عشرة أطفال خلال شهر واحد، وكان القتلة يقطعون الأعضاء التناسلية والإنجابية للأطفال في عمليات قتل مرتبطة بمعتقدات الخرافة والسحر.
أثارت أعمال القتل الوحشية الهمجية صدمة في المجتمع وألماً. وتحاول الحكومة معالجة هذه القضية عن طريق إرسال فريق خاص إلى المنطقة لإجراء تحقيقات شاملة. وقد أدت أعمال القتل هذه إلى إدانة واسعة النطاق على الصعيدين المحلي والعالمي.
وفي بيان إعلامي صدر مؤخرا عن المنسق المقيم للأمم المتحدة في تنزانيا، صرح ألفارو رودريجيز، بأن مهاجمة وقتل الأطفال أمر غير مقبول. فيما أوضح ممثل اليونيسف في تنزانيا بأن أي شكل من أشكال العنف أو الإساءة للطفل غير مقبول أو مسموح به لأي سبب من الأسباب.
وبينما نتشاطر تعازينا الحارة مع أسر الأطفال الذين قُتلوا بوحشية، إلا أنه يجب أن يكون واضحا بأن مثل هذا النوع من القتل له علاقة بعمليات القتل التي تستهدف من به بهاق وكبار السن والتي تفشت لسنوات عديدة في تنزانيا والمرتبطة بالقتل كمهنة أو من أجل تجارة الأعضاء البشرية المربحة التي يعتقد البعض أنها تمتلك قوى سحرية.
لقد أودت هذه الأعمال الوحشية بأرواح العديد من الأبرياء، فيما يميل الجناة للاستفادة من تحقيق مكاسب خرافية معينة، على أمل أن يصبحوا أكثر ثراء أو يحظوا بامتيازات سياسية في فترات الانتخابات. في عام 2015، أدلى المفوض السامي السابق لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين بتصريحات مفادها أن ارتفاع عدد عمليات قتل البينو “المصابين بالبهاق” في تنزانيا قد يكون مرتبطا بحملات انتخابية عامة تلوح في الأفق.
إن هذه الأعمال الوحشية سواء أكانت مرتبطة بالحصول على إنجازات سياسية أو اقتصادية تشير بوضوح إلى التخلف الفكري السائد في أفريقيا، كما قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: “أفريقيا بلاد متأخرة فكرياً، وفيهـا خيرات كبيرة من مواد خام، وثروات زراعية وحيوانية بشكل خيالي”. (مفاهيم سياسية لحزب التحرير)
تمتلك أفريقيا موارد هائلة من المناجم، والأراضي الشاسعة والأنهار والبحيرات والموارد البشرية، ولكن بدلا من اعتماد مبدأ من شأنه أن يعزز في رقيها وتقدمها، تستغل الدول الرأسمالية الغربية شعب هذه البلاد تاركة إياه في فقر مادي وفكري على حد سواء.
وفيما يتعلق بتورط السياسيين في السحر لأسباب سياسية، فإن هذا دليل واضح على سيناريو خطير من الانحطاط المجتمعي والتخلف الفكري، فإذا كان هذا فعل السياسيين، الذين من المفترض أن يخدموا المجتمع ويعتمد الناس عليهم في حل القضايا، فماذا عن الناس العاديين؟
في الآونة الأخيرة أصدر رئيس البرلمان في تنزانيا بيانا لتهدئة أعضاء البرلمان فيما يتعلق بالبومة المرقطة، (طائر يُنظر إليه في معظم التقاليد الأفريقية على أنه نذير سوء الحظ، وسوء الحالة الصحية، أو الموت) التي حطت على رف داخل غرفة البرلمان، بأن البومة التي تُرى خلال النهار لا يمكن أن يكون لها أي تأثير سلبي على أي شخص هو مؤشر على وجود مشاعر خرافية تنتشر بينهم.
وفي تقرير عام 2011 الصادر عن مشروع بيو-تمبلتون للعقود الآجلة للعالم المتدين في أمريكا، والذي تم الكشف عنه في مجموعة شرق أفريقيا المكونة من ستة أعضاء، ذُكِر بأن التنزانيين هم أكثر المؤمنين بالخرافات وقد جاءوا في المرتبة الثالثة بعد السنغال ومالي، من بين 19 دولة تم إجراء المسح فيها.
تعاني أفريقيا من ظروف مؤسفة للغاية في ظل الهيمنة الرأسمالية التي لا تكتفي باستغلال مواردها فحسب، ولكنها تشجع الناس فيها وتدفعهم إلى كل ما من شأنه أن يعيق تحريرها. لقد آن الأوان ليمنح أهل هذه القارة العظيمة كل أنواع الثروة ليتخلصوا من فقرهم فيكونوا عوناً في خلاص المسلمين وإنقاذهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسعود مسلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا