عبد الفتاح السيسي! بعيون من تريدنا أن نراك في “ميونخ”؟
الخبر:
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم السبت، أن عدم تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ونهائية، يمثل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال السيسي خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، إن “تلك القضية هي أقدم صراع سياسي نحمله معنا، إرثاً ثقيلاً على ضمائرنا منذ بدايات القرن الـ20، ولا بد من تضافر حقيقي لجهود المجتمع الدولي، لوضع حدٍ طال انتظاره لهذا الصراع، وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة والمتوافق عليها، وإعمالاً لمبدأ حل الدولتين، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتُها القدس الشرقية، والتخفيف من معاناتهم اليومية، لأن ذلك سيشكل نواة الانطلاقة الفعلية للتوصل إلى حلول ناجحة للصراعات الأخرى”.
ودعا السيسي، أمام رؤساء دول وحكومات، ووزراء وخبراء دوليين مشاركين في المؤتمر، إلى تعزيز التعاون التنموي لمكافحة (الإرهاب)، قائلاً إنه يتعين تحقيق الأمن والاستقرار عبر التنمية الاقتصادية أيضاً.
وأضاف الرئيس المصري، أن “(الإرهاب) بات ظاهرة دولية لها مخاطر متعاظمة تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات، وهو ما يستلزم من الجميع بذل جهود حثيثة وصادقة، لاقتلاع جذور تلك الظاهرة البغيضة التي تعد التهديد الأول لمساعي تحقيق التنمية”.
وطالب السيسي بـ”تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات التي تمارس (الإرهاب)، أو الدول التي ترى في غض الطرف عنه، بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه، وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية”. (موقع الكويتية من – د ب أ- السبت 16 شباط/فبراير 2019).
التعليق:
“بعد رسوبهم في الامتحان، دخل الولدان على أبيهم المرتشي، يقدمان له دفتر المدرسة ليوقع عليه، فعنّف الأول بشدة وطبطب على الثاني وقال له في لطف: حاول أن تحسِّن من نتائجك. لما خلا الولدان ببعضهما قال الأول للثاني: ماذا فعلت ليتصرف أبوك معك بلطف؟! قال الثاني: لقد وضعت في الدفتر 100 جنيه…”.
لقد جمع السيسي بالكلمات نفسها تقريبا بين خطر يهود “أن عدم تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ونهائية، يمثل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط”، وخطر (الإرهاب) “(الإرهاب) بات ظاهرة دولية لها مخاطر متعاظمة تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات”. الخطر واحد والتشخيص أيضا واحد، فلم يا ترى هذه الازدواجية في الحلول؟!
الواضح أن دفتر يهود يحتوي بين دفتيه، الدعم والتثبيت على الكرسي والتغاضي عن الجرائم التي تنال الشعب المصري في أرواحه وأعراضه وقوته وثرواته ومفاهيمه الإسلامية. لنطبق كلامك عن الحل بالنسبة للإرهاب على يهود ونرى مدى جرأتك على تطبيقه: “إن “تلك القضية هي أقدم صراع سياسي نحمله معنا، إرثاً ثقيلاً على ضمائرنا منذ بدايات القرن الـ20، وهو ما يستلزم من الجميع بذل جهود حثيثة وصادقة، لاقتلاع جذور تلك الظاهرة البغيضة التي تعد التهديد الأول لمساعي تحقيق التنمية،… بـ”تضييق الخناق على كيان يهود الذي يمارس الإرهاب على شعب أعزل، أو الدول التي ترى في غض الطرف عنه، بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه، وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية”.” انتهى الاقتباس بتصرف.
إنك أيها “الرئيس” كلما تكلمت فضحت نفسك وعمالتك بل وخسة مواقفك وضعفك أمام أسيادك في البيت الأبيض. لقد جاوزت من سبقوك، بمجرد الخنوع لما يُملى عليهم، وأصبحت توّاقا لأن تكون أداةً في أيديهم يلوحون بها، في محاولة للقضاء على عزم الأمة، التي بدأت تدب فيها حيوية العزة بدينها، وتتضح أمامها حقائق العمالة وأسباب الهوان والفقر المتعمَّد لها…
والواضح أيضا أن تضييق الخناق على اقتصاد دولتك من طرف صندوق النقد الدولي، هو سلاح ذو حدين، حدٌّ على رقبة الشعب يجعلهم تحت سيطرة “لقمة العيش”، وحدٌّ على رقبتك، لأن صبر الشعب سينفد لا محالة، ولن تسد جوعته، لا رقبتك ولا رقبة نظامك؛ كل ذلك لم يترك أمامك إلا بضاعة (الإرهاب) والتخويف من دين الأمة وشرع ربها الحقيقي، تحاول ستر عوراتك بها.
إن محاولتك الانتصار على شعبك وأمتك ببث الرعب منها ومن نهضتها على أساس الإسلام العظيم، لهو سِباحة ضد تيار الأمة الجارف وضد حقيقة النصر المتكفل بها رب العزة ذو القوة المتين. فبينما تنتصر للرأسمالية العالمية، بإظهار نفسك ونظامك سدا منيعا يحافظ على سطوتهم الفكرية والاقتصادية ونهبهم المقنّن واستعمارهم المغلف بعمالتك وعمالة أمثالك من الحكام؛ تتطلع الأمة الإسلامية إلى أن يتحقق فيها قول الرسول r: في الصّحيحين عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي اللهُ عنهما أنّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم قال: «أُعْطِيتُ خَمْساً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً»، فدعم مِلَّة الكفر بأموالهم وأسلحتهم لك، ليس لسواد عينيك، بل هو من رعبهم من قيام دولة الخلافة الراشدة التي يعمل حزب التحرير في الأمة ومعها، واصلا ليله بنهاره من أجل تحقيق الوعد الرباني بالاستخلاف، يقول تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]؛ أما أموالهم فقد قال تعالى فيها: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 36].
فيا أيها المخلصون في جيش مصر الكنانة! ألا تريدون أن تكونوا الأداة التي يستعملها ربكم لتحقيق الغلبة على الكفار فيشعرون بالحسرة على ما أنفقوا؟ أول هذا الفخر هو نصرة تعطونها لحزب التحرير ليقيم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ويعود رعب الكفار منها مسيرة شهر، فعقر دارهم مهما بعُدَ، لن يتجاوز مسيرة يوم بمقياس زماننا.
﴿ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ * وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: 18-19]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جمال علي