Take a fresh look at your lifestyle.

الانتحار: هروب من جحيم المتصارعين في اليمن

 

الانتحار: هروب من جحيم المتصارعين في اليمن

 

 

 

الخبر:

 

– توفي شاب في محافظة إب؛ بعد إقدامه على الانتحار من على سطح مسجد (أروى بنت أحمد الصليحي) صحافة نت 2019/2/17م.

 

– وفي 2019/1/13م أقدم معلّم تربويّ في صنعاء على الانتحار من الدور العاشر في برج الأدوية في صنعاء؛ وذلك بعد خروجه من قسم الشرطة وتعهّد بدفع ما عليه من ديون للمؤجّر وللبقال (المشهد اليمني).

 

– وفي 2018/8/1م أقدم معلّم تربويّ نازح من مدينة حرض على الانتحار في مدينة عَبْس؛ بسبب ظروفه المعيشية الصعبة (المشهد اليمني).

 

– وفي بداية شهر شباط/فبراير أقدم موظّف في جهاز الرقابة والمحاسبة على الانتحار في منطقة دارِس؛ كما أخبرني جيرانه، ويُدعى حمود الخيواني، وقد تمّت الصلاة عليه في حارة القُشِيبي يوم الجمعة 2019/2/8م.

 

التعليق:

 

قبل الخوض في الأسباب، والعلاج لهذه الظاهرة؛ لا بد أن نبيّن أن الانتحار محرّم شرعاً، وعاقبة فاعله النار والعياذ بالله، مهما كانت الظروف، والأسباب التي دفعته لهذا الفعل الشنيع؛ فليس هناك من سبب يجعل المسلم يقدم على الانتحار، ويقرر مصيره الأخروي؛ إلا ضعفٌ في الإيمان بالله أو عدمه؛ فالانتحار لا يحصل إلا عندما يصل المرء إلى حالة من اليأس، والقنوط من رحمة الله ﴿إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ فما هي الأسباب التي جعلت المسلم – الذي آمن بأن الحياة دار اختبارٍ وابتلاء، وأنّ ما من عسرٍ إلا ومعه يُسران، ما الذي جعله يضرب بمفاهيمه الإيمانية عرض الحائط ويقدم على الانتحار؟! وهنا لا بدّ من أن نقف على حقيقة أنّ ظاهرة الانتحار التي انتشرت في اليمن مؤخراً، لم تكن موجودة بهذا الكم قبل وجود الظروف التي ولّدتها أعمال المتصارعين؛ بل كادت أن تكون قبل هذا الصراع شبه خالية.

 

إذاً هناك أسباب كثيرة دفعت المرء لهذا العمل؛ أهمها وأساسها: (مشكلة عقدية عند الفرد وخصوصاً في عدم بلورة موضوع الرزق)، وكل ما يندرج بعده من أسباب لا يعطي عذراً للمنتحر بما أقدم عليه.

 

والآن نستعرض معاً الأسباب الأخرى وعلاجاتها:

 

– تطبيق المبدأ الرأسمالي البشع في حياة الناس مما أدى إلى هدم القيم والانعزال الفردي والانكفاء على الذات.

 

– الظروف القاسية التي يعيشها أهل اليمن والتي تولّدت من جرّاء ما يقوم به المتصارعون. ونستطيع تلخيصها بالآتي:

 

1- الخوف، وعدم الشعور بالأمان، وهذا الخوف يتولّد عند حصول القصف، وسقوط القذائف، والدانات، والصواريخ؛ سواء أكان ناتجاً عن الطائرة أو عن المتفجرات، التي يضرب بها الطرفان كالهاونات وقذائف المدفعية وغيرها، وهذا الخوف يتطور ويصبح وسواساً، ومرضاً نفسياً يولّد الاكتئاب وغيره.

 

2- التهديد المرافق للبلطجة من مسلحي طرفي الصراع؛ مما يُسبّب قهراً شديداً، وكرهاً للعيش بدون كرامة.

 

3- كثرة مناظر القتلى والأشلاء.

 

4- أسباب مادية: كقطع الرواتب، والبطالة، ويمثّل الراتب عند فئة من الناس مصدر الدّخل الوحيد؛ فتضيق الدنيا بوجه الموظف، وتوصد الأبواب؛ فيُقدِم على الانتحار، ناهيك عن البطالة، وندرة وجود الأعمال، وصعوبة الحصول عليها؛ مما يجعل العاطل يشعر بدونيته، وعدم كفاءته للعيش في عالم الغاب البشري.

 

5- أسباب سياسية:

 

– عدم تحمل المسؤولية، وعدم رعاية شئون الناس، وتوفير فرص العمل لهم.

 

– الاهتمام بالقطاع العسكري، وإهمال بقية القطاعات؛ فلا تصرف الرواتب والمكافآت لغير القطاع العسكري المشارك في القتال.

 

– عدم وجود الوعي على أن الرزق بيد الله، وكذلك الأجل، وترسيخ هذه الأفكار؛ كمفاهيم عند كلٍّ من التلاميذ، والمعلمين. والدليل على عدم وجود هذا الوعي أنّ غالبية المنتحرين من المعلمين.

 

ولذلك لا بد من علاج لهذه الظاهرة متمثلاً بالآتي:

 

1- إزالة المبدأ الرأسمالي، والأنظمة المنبثقة عنه، وتطبيق مبدأ الإسلام عقيدةً تنبثق منها أنظمة المجتمع وهذا يكفل للناس الطمأنينة، ورغد العيش.

 

2- قضاء الدولة على البطالة والفقر؛ وذلك بتوفير فرص العمل للعاطلين، أو الإنفاق عليهم حتى يجدوا عملا.

 

3- غرس أفكار الإسلام وجعلها مفاهيم تُسيّر سلوك الناس؛ فيصبح المجتمع راقياً بأفكاره، وسلوكه، وهذا الرقيّ آتٍ من رقيّ أفكار الإسلام.

 

إنّ هذه المعالجات لم ولن تقوم بها إلا دولة تطبق شرع الله منهجاً، وشريعةً؛ فتنشر الطمأنينة والخير في ربوع العالم كلّه، وهي دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فاعملوا لها وأزيلوا الطغاة المتصارعين المتسببين في شقائنا وشقاء أبنائنا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حجري سرحان – ولاية اليمن

2019_02_20_TLK_3_OK.pdf