السبسي يشرح روح الدين في الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان
الخبر:
بمناسبة مشاركته في الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، ألقى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي يوم الاثنين 25 شباط/فبراير، كلمة أكّد فيها بالخصوص التزام تونس الثابت بالمبادئ والقيم الكونيّة لحقوق الإنسان، ومساندتها لكلّ الجهود والمبادرات الرّامية إلى مزيد الارتقاء بها، خدمة للقضايا العادلة وتعزيزا لمقومات السّلم والأمن في العالم.
وأكدّ في هذا السياق أن الدستور التونسي تقدّمي بامتياز حيث ضمن كل الحقوق والحريات وكذلك المساواة بين جميع المواطنين وفقا للمعايير الدولية المتعارف عليها، وأضاف أنه بصفته ضامنا للدستور، بادر بتقديم مقترح المساواة في الميراث بين الرجال والنساء مواصلة للتوجه الإصلاحي والحداثي الذي يميز المجتمع التونسي عبر تاريخه ومواكبة للمكانة المتميزة التي تحتلها المرأة فيه ومساهمتها الفاعلة في اقتصاده وأمنه الاجتماعي.
وأوضح رئيس الجمهورية أنّه طرح المبادرة بكل مسؤولية واقتناعا منه بأنها تتماشى مع نص الدستور وروحه وتتلاءم مع فلسفة ومبادئ حقوق الإنسان، مؤكدا أن اعتمادها سيشكل نقطة تحول جديدة في تاريخ تونس الحديث، “كدولة مدنيّة، تقوم على المواطنة، وإرادة الشّعب، وعلويّة القانون”.
التعليق:
مؤتمر يحضر فيه السبسي على أنه مؤتمر لحقوق الإنسان بعد أن كان ضيفا على سفاح مصر وبعد أيام قليلة من تنفيذ حكم الإعدام في حق ثلة من خيرة شباب الأمة، ليؤكد أن شعارات حقوق الإنسان واهية وكاذبة، رغم أنها لم تعد في مستوى خداع الشعوب.
السبسي مرة أخرى يتلاعب بالكلمات والألفاظ، فبعد أن صرح مباشرة أنه لا يهتم لعقيدة أهل تونس وأن مدنية الدولة أعطته الحق أن يتجاهل القرآن والتشريع الإسلامي ليلغي ما تبقى من الأحكام التي لم تجرؤ فرنسا إبان استعمارها لتونس أو نظاما بورقيبة وبن علي على مساسها أو تغييرها، بالرغم من أن أفعالهم وسياساتهم كانت شنيعة في الاعتداء على أحكام الله.
السبسي أراد أن يتظاهر أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف أنه مبتدع لأفكار التحرر الغربية عند العرب والمسلمين، رغم أن أغلب الحاضرين يعلمون أنه منفذ لتعليمات الاتحاد الأوروبي وبرلمانه عبر وثيقة رسمية، ولكنه يريد أن يضع لنفسه دور رأس الحربة في الصراع مع هوية الشعب أشهراً معدودة قبيل انتخابات آماله فيها ضعيفة في أن تبقيه في الرئاسة عبر صناديق الاقتراع.
إن مسألة الميراث هي مسألة محسومة شرعا، ولا مجال للسبسي أن يبحث في “روح الإسلام” حتى يتراجع عن كلامه السابق شكليا حينما قال “لا علاقة لنا بالقرآن”.
ولكن طرحها في هذا المجال يبين أنها ورقة يستجلب فيها السبسي دعم الغرب ويلعب بها ورقة انتخابية لكنها ستكون ضده لا معه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد ياسين صميدة
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس