قمة عربية أوروبية في شرم الشيخ
الخبر:
نشر موقع سكاي نيوز أخبار انطلاق القمة العربية الأوروبية يوم الأحد والاثنين الماضيين 24 و2019/02/25 في مدينة شرم الشيخ في مصر بحضور رؤساء دول وحكومات خمسين دولة عربية وأوروبية والتي ترأسها عبد الفتاح السيسي ودونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي، وبحثت القمة العديد من القضايا الاستراتيجية التي تؤثر على الاستقرار الإقليمي والعالمي، وتعقد القمة تحت شعار “في استقرارنا نستثمر”، كما أنها ناقشت قضايا استراتيجية تهم الطرفين وتؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة والعالم وفي مقدمتها مكافحة (الإرهاب) والهجرة غير المشروعة وأزمات العالم العربي.
التعليق:
كثرت في الآونة الأخيرة القمم واللقاءات والمؤتمرات الدولية بشكل لافت للنظر، ففي الثالث عشر من شهر شباط/فبراير الماضي انعقد مؤتمر وارسو في بولندا والذي دعت إليه وترأسته أمريكا من أجل بحث الخطر الإيراني ونفوذها الذي يعمل على زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتخلل هذا المؤتمر تطبيعا مخزيا من الرويبضات من وزراء الخارجية العرب مع نتنياهو، وفي الخامس عشر وحتى السابع عشر من الشهر نفسه عقد أيضا مؤتمر ميونخ للأمن والذي يناقش في العادة التحديات التي تواجه العالم على مختلف الأصعدة كما يقولون، وفي الأسبوع الماضي عقدت القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ، ولا نبالغ إن قلنا إن عقد كل هذه القمم والمؤتمرات واللقاءات الدولية إنما هو فقط من أجل محاربة الإسلام والمسلمين، فإيران لا تُقلق أمريكا البتة، لأن إيران منذ ثورة الخميني وهي طوع بنان أمريكا، وقد أسدت إيران خدمات لأمريكا لا تقوى عليها عشرات الدول، إلا إن ما يقلق أمريكا خاصة والغرب عامة ويقض مضاجعهم إنما هو التسارع في عودة المسلمين إلى الإسلام وحمل دعوته والعمل الدؤوب لإقامة دولته التي تلوح بشائرها في الأفق، والتي ستعمل على قلع النفوذ الغربي من بلاد المسلمين وحمل رسالة الإسلام إلى بلاد الغرب رسالة هدى ونور، لذلك كان لا بد من هذه اللقاءات والمؤتمرات التي تحذر وتخطط في كيفية مواجهة ما يمكن أن يفاجأهم في قابل الأيام.
إلا إن القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ قد تم عقدها بعد قيام نظام السيسي المجرم بإعدام ثلة مؤمنة من أبناء الكنانة بعد أن تم تلفيق التهم الباطلة الملفقة المفتراة بحقهم واتهامهم باغتيال النائب العام هشام بركات عام 2015، وقد سمعنا إدانات خجولة من بعض منظمات حقوق الإنسان في أوروبا، إلا إن رؤساء الدول الأوروبية هرولوا للقاء فرعون مصر السيسي وعقد قمة معه، والجلوس وتبادل الضحكات الممجوجة وأخذ الصور التذكارية معه، ولم نسمع أن أحدا منهم قد أدان إعدام التسعة من الشباب، ولم نسمع منهم أي دفاع عن حقوق الإنسان الذي طالما صدعوا رؤوسنا بالحديث عنه، وهذا يؤكد ما قلناه مرارا وتكرارا بأن رويبضات العالم الإسلامي أصلا ما هم إلا مجرد أدوات وعبيد عند الغرب، يفعلون ما يأمرهم به الغرب، وأن أعمال البطش بالمسلمين التي يقوم بها هؤلاء الرويبضات إنما هي بضوء أخضر أمريكي أو أوروبي، فأمريكا هي التي أوصلت هذه الحثالة القذرة أمثال السيسي وغيره إلى سدة الحكم وهي التي تتغاضى عن جرائمه ولو أرادت لجمه لفعلت، وأما المنافقون من رؤساء الدول الأوروبية فإن قبولهم عقد قمة مع السيسي يُعد مكافأة له على ما اقترفته يداه الآثمتان.
وكلمة أخيرة نوجهها لإخواننا من أهل الكنانة أنه لا حل أمامكم إلا بالعمل الجاد من أجل التخلص من الطواغيت أمثال السيسي، والعمل الجاد لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية في مصر الكنانة، وأنه لا أمان لكم ولسائر المسلمين إلا بالعيش في ظل هذه الدولة التي ستوفر لكم الأمن والأمان والعيش الكريم، وفي ظل هذه الدولة ستكون دماء أبنائكم بشكل عملي أعظم حرمة من الكعبة، وما عدا ذلك خسران مبين ولن تكونوا أنتم ولا أبناؤكم في مأمن طالما يحكمكم مَن لا يرقب فيكم إلاّ ولا ذمة من أمثال السيسي الذي لن يتوقف عن سفك دماء أبنائكم إرضاء لسيدته أمريكا ليبقى في سدة الحكم، فإلى العمل الجاد لإقامة الخلافة على منهاج النبوة مع إخوانكم في حزب التحرير ندعوكم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام