اللّاجئون السّوريّون في الأردن: معاناة ومأساة! فإلى متى؟!!
الخبر:
أفاد النّاطق الإعلاميّ باسم مفوّضيّة شؤون اللاّجئين محمّد الحواري، بإيقاف إمدادات الكهرباء داخل مخيّم الزّعتري للاّجئين السّوريين شمالي الأردن بسبب الظّروف الجوّيّة تفاديا لوقوع أيّ حوادث. وأوضح الحواري أنّ القائمين على المخيّم أبقوا على إنارة الطّرقات داخل مخيّم الزّعتري، مشيرا إلى أنّه سيعاد التّيّار الكهربائيّ يوم الجمعة مع استقرار الأحوال الجوّيّة. وقالت مراسلتنا إنّ 6 عائلات سوريّة نقلوا من مخيّم الزّعتري بسبب مداهمة السّيول والأمطار، وذلك في سياق إعلان أجهزة الدّفاع المدنيّ حالة الطّوارئ والاستنفار القصوى في المخيّم. (العرب اليوم، 1 آذار 2019)
التّعليق:
في مثل هذا اليوم 1 آذار/مارس من سنة 2016 احتفل صندوق الأمم المتّحدة للسّكّان بقدوم المولود رقم خمسة آلاف في مخيّم الزّعتري الذي يعيش فيه 81 ألف لاجئ (طبقا لإحصائيّة أمميّة منشورة في 28 يوليو/تموز 2015) جاؤوا من جميع المحافظات السّوريّة. كيف يحتفل صندوق الأمم بذلك وقد ولد خمسة آلاف طفل في مخيّم؟! هل هو تباهٍ بما وصل إليه العالم من لا مبالاة ووحشيّة؟ أم هو إمعان في إذلال شعب أبى أن يركع لظالم مستبدّ حبيب للظّلم والظّلام؟ أم هو تشفٍّ من هذا الشّعب الأبيّ الذي رفع شعار تغيير النّظام السّائد الذي يرقب مأساته دون أن يجد لها حلّا؟… في هذا المخيّم الذي يعتبر أكبر مخيّمات اللاّجئين السّوريّين الخمسة في الأردن، وأكبر مخيّم للاّجئين في الشّرق الأوسط، وثاني أكبر مخيّمات اللاّجئين في العالم يولد يوميّا ما بين 12 و15 طفلا يحيون في ظروف معيشيّة صعبة.
طالب مثقّفون وحقوقيّون أردنيّون بإغلاق هذا المخيّم ووصفوه بأنّه “وصمة عار على جبين الأردن”!… هي وصمة عار على جبين حكومة تُثبِّت عمالتَها من خلال تخلّيها عن الدّور الذي كان من المفترض عليها القيام به وهو نصرة هؤلاء المسلمين الفارّين من بطش حاكمهم وجبروته. حكومة خذلت من قبل أهل فلسطين وهي التي تعهّدت بالحفاظ على الأقصى ولم تف بذلك فكان أقصى ما تقدّمه: استنكارات… وهل يحتاج الأقصى وأهله إلى عرائض وبيانات أم إلى جيوش ودبّابات؟! وها هي اليوم بدل أن ترسل جيشها للوقوف مع شعب سوريا الذي تكالبت عليه الدّول من كلّ حدب وصوب ليتخلّى عن توقه للعيش كريما عزيزا، ظلّت ترقب السّفّاح بشّار وهو يبيد شعبه… ولمّا لجأ إليها الفارّون من هول هذه الحرب رمت بهم في ملاجئ ليعانوا فيها من الجوع والفقر والبرد ويموتوا بعد أن هربوا من الموت في بلدهم.
تتواتر أخبار المسلمين الأليمة فأينما نولّي وجوهنا نجد المسلمين مضطهدين مقهورين مستضعفين يتحكّم في رقابهم نظام فاسد حلّ محلّ نظام ربّهم الذي عاشوا في كنفه قرونا فكانوا أعزّاء سعداء… نشروا الرّحمة والأمن بين النّاس وتمكّنوا من قيادة العالم. فإلى متى ستبقى أمّة الإسلام رهينة أحكام علمانيّة ترمي بها في درك الفساد والحيوانيّة؟!… كفاها عيشا دون نظام ربّها الذي رفعها وجعلها خير أمّة أخرجت للنّاس!
فإلى العمل الدّؤوب لإعادة نظام ربّ العالمين… وإلى الالتحاق بصفوف العاملين لنصرة هذا الدّين واجتثاث هذا النّظام الفاسد الذي كَتَم على أنفاس النّاس وأذاقهم الويلات! ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزي لحزب التّحرير
زينة الصّامت