إلى أهلنا في الجزائر! حري بكم أن تكونوا شهداء على الناس
الخبر:
تقدمت محامية سويسرية نيابة عن سيدة جزائرية يوم الجمعة، بطلب إلى محكمة سويسرية مختصة تطلب فيها وضع بوتفليقة تحت وصاية من أجل حمايته في المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج في جنيف، وقالت المحامية ساسكيا ديتيشايم، رئيس قسم الحقوقيين في منظمة “محامون بلا حدود” السويسرية، إن الحالة الصحية “الهشة” للرئيس جعلته عرضة “للاستغلال” من جانب المحيطين به. وقدمت المحامية الالتماس إلى محكمة TPAE المتخصصة في حماية البالغين والأطفال الضعفاء. وبحسب ما جاء في الوثيقة المقدمة إلى المحكمة: “من الواضح أن الرئيس الجزائري غير قادر اليوم على التمييز وحالته الصحية خطرة، كما أنه غير قادر على اتخاذ قرارات أو إجراءات ويقوم بهذا حاشيته السياسية والعائلية بدلا منه” .”وكان من الواضح إذن أن الرئيس الجزائري لم يقرر بنفسه تقديم ترشيحه لفترة خامسة…” (بي بي سي).
التعليق:
هذا هو حال الرئيس الذي يكاد يحتضر في مستشفى جنيف، بينما أصر عبد الغني زعلان، مدير حملة بوتفليقة يوم الخميس، على أن صحة الرئيس “لا تثير أي قلق”. ومن المعروف أن بوتفليقة منذ أصيب بجلطة دماغية في 2013 أقعدته على كرسي متحرك قلما ظهر في اجتماعات أو لقاءات.
هذا الإصرار على تحدي الرغبة الشعبية العارمة برفض العهدة الخامسة لرجل شبه ميت يدل على عجز المتحكمين بمفاصل القرار السياسي في الجزائر، بلد الـ42 مليون، عن الخروج بحل (ولو وسط) يستر عوراتهم ويغطي جرائمهم وفسادهم. وقد تكررت التصريحات من قائد الجيش أحمد قايد صالح ومعه أحمد أويحيى الوزير الأول التي تحذر من العودة إلى “العشرية السوداء”، أي تلك الحقبة السوداء في تسعينات القرن العشرين حين قامت الأجهزة الأمنية بفرض “الحل الأمني” لإجهاض الانتصار المدوي للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات التي أجريت سنة 1991. ففي الخطاب الذي ألقاه صالح في أكاديمية شرشال، شمال البلاد، قال إن “التصدي العازم الذي أبداه الشعب الجزائري (..) لم يرض بعض الأطراف الذين يزعجهم أن يروا الجزائر آمنة ومستقرة”. وأضاف “إنما يريدون أن يعودوا بها – أي الجزائر – إلى سنوات الألم وسنوات الجمر، التي عايش خلالها الشعب الجزائري كل أشكال المعاناة، كما حذر الوزير الأول أحمد أويحيى من “السيناريو السوري” في البلاد. كما تسرب تسجيل الكلمات التي يهدد فيها عبد المالك السلال، مدير الحملة الانتخابية السابق لبوتفليقة، بإطلاق رجال الأمن لترويع المحتجين مما دفع بأصحاب السلطة إلى إزاحته وتعيين الزعلان بدلا منه.
هذه التصريحات تشبه مقولة “الأسد أو نحرق البلد” في سوريا، كما تذكر بتصريحات عمر البشير في السودان التي تحذر من المندسين تارة ومن عملاء الموساد تارة أخرى، وهكذا اتفق خطاب الحكام الذين اغتصبوا حق الأمة في اختيار حاكمها، على النهج الفرعوني ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى﴾.
بقي أن نتوجه لأهلنا في الجزائر أن يعوا حقيقة فساد هذا النظام وتبعيته للغرب المستعمر، وأن دمية بوتفليقة هي مجرد ستار يتحكم من ورائها عصابة رجال الأعمال بمقدرات البلاد. فالقضية لا تختزل بشخص بوتفليقة بل بواقع النظام الفاسد، كما تتعلق بحقيقة الفريضة الشرعية التي أوجبها الله سبحانه على المسلمين ليكونوا شهداء على الناس: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾. فهذا تشريف من رب العالمين للمسلمين ليقوموا بدور الشهادة على العالمين بتبليغهم دعوة الإسلام وهذا يقتضي من المسلمين تطبيق شرع الله في حياتهم ومجتمعاتهم أولا، فأجيبوا داعي الله واعملوا لتطبيق شرعه ففي هذا رضوان ربكم وفلاحكم في الدارين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير