قولوا كلمتكم يا أهل الجزائر،
أمع الله أنتم، أم على خطا غيركم سائرون؟!
الخبر:
أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري، اليوم الأحد، أن الرابطة بین الجیش والشعب قوية وعفوية. وأضاف قايد صالح، أن الجیش والشعب لھما رؤية موحدة بشأن المستقبل. كما أشار قايد صالح إلى أن “الجیش يفتخر أنه من صلب ھذا الشعب”، وأن “الشعب الجزائري الأصیل عرف ويعرف كیف يحافظ على وطنه”. وتابع قايد صالح مؤكدا أن “الجیش الوطني الشعبي محظوظ بشعبه الذي ينتمي إلیه” (العربية نت)
التعليق:
نعم يا رئيس أركان الجيش الجزائري، إن الجيوش لا تخرج عن عباءة أهلها، فهؤلاء هم أبناؤنا وفلذات أكبادنا، ولكن نقول لك لو كانت هذه التصريحات قبل خروج الناس إلى الشوارع معبرين عن رفضهم لحكم أذاقهم الويلات تلو الويلات بسبب بطشكم أنتم وظلمكم ونهبكم لأموالهم، فهل تقول لنا بأن حقوق الناس أمر ما كان لهم أن يطالبوا به من قبل، أم أنكم استشعرتم وأدركتم بأن القوة بيدهم، وبأن الأمة هي من بيدها أن تضع من تشاء حاكما لها وتطيح بمن تشاء، فأدركتم بأنه مهما كانت قوتكم فإنكم لن تستطيعوا الوقوف أمام إرادة الناس ومطالبهم العادلة التي يستحقها أهلنا في الجزائر؟!
يا رئيس أركان الجيش الجزائري، إن أهلنا الذين تلتمس منهم اللين وتتودد إليهم هم أنفسهم الذين أذقتهم أنت ومن معك عشرين عاما من الظلم والعذاب بقوانينكم وسلطاتكم القمعية، فتأتي الآن وتطالبهم بأن ينسوا ما أجرمتم بحقهم بل ويضموكم إليهم؟!
إن أهل الجزائر يعلمون علم اليقين بأن الجيش هو جزء منهم، فأبناؤنا هم من ينتسبون إليه ويعملون في صفوفه، ولكنهم أيضا يعلمون علم اليقين أن قيادات الجيش هي من سحقت الشعب سحقا، فهي لا تعترف أن الأمة هناك تستحق الحياة، فهم من أذاقوهم ألوانا من الجوع والفقر والذل، فأموال الناس كان يتمتع بها الغرب الكافر وهؤلاء الظالمون المستبدون الذين وضعهم الغرب على رقاب الناس، فأهلنا في الجزائر يعلمون كم تحتوي أرصدة هؤلاء القادة من أموال وما يمتلكونه من عقارات حصدوها من خيراتهم وأموالهم التي حصروها في الطبقة الحاكمة ومن يدورون حولهم.
ومع هذا كله يأتي هذا التصريح من أعلى سلم الهرم في الحكم في الجزائر، يأتي ممن يتقلد هذا المنصب ما يزيد على أعمار من خرجوا وقالوا كفى لنظام ظالم دام عشرين سنة وتزيد، كفى لظلم حاكم يسير بأيد خفية في مجلس يطلق على نفسه اسم مجلس الرئاسة، فالناس لم يروا الحاكم فعليا منذ أكثر من ثماني سنوات عجاف حكم فيها من لا حول له ولا قوة دولة كبيرة عريقة لها اسمها في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي الغاصب.
إن أهل الجزائر الحر قد جاء دورهم لأن يسطروا بطولة أخرى في وجه الغرب الحاقد فيجسدوا بذلك ما ينشده كل مخلص غيور على أمته وأهله، لقد جاء دورهم لأن يقولوا كلمتهم، فهم إما أن يختاروا أن يكونوا مع الله فيعيشوا حياة كريمة برضا الله ورسوله، أو أن يسلكوا الطريق الأخرى فينتهي بهم الأمر كما انتهى مع غيرهم ممن ثاروا على حكامهم وبقوا على حالهم، فالكلمة الآن بيد مسلمي الجزائر الحر، والخيار بيدهم هم، فإما النصر والتمكين والسير في طريق الله، وإما أن يبقى الأمر على حاله فتتغير الوجوه ويبقى الجوهر على حاله، فإما أن يكون الأمر لكم أو عليكم والقرار لكم!!
وأخيرا، ها هو قائد الجيش الجزائري يعلم أن بيدكم الكثير لتفعلوه، فهو قد أقر بلسانه بأن الأمر بيدكم ولكم وأنكم منهم وهم منكم، فليس بعد هذا الكلام عذر، فقد آن الآوان لأن نقول له بأن ينفذ إرادة الناس فينهي حياته بشيء قد يشفع له بعد مماته، وأما أنتم يا أهل الجزائر فنقول لكم بأن لا تسيروا على درب غيركم الذي ما أوصلهم إلا إلى الخسارة، فتعلموا من إخوانكم وسيروا على خطا لكم فيها من الله سلطان ومن شرعه نبراس، وإنا لكم ناصحون وإن الأمل وفيكم ومنكم لا ينقطع، فاعملوا حتى تنيروا درب أمة تتعطش لرفع راية طال الزمان ولم نجد قائدا يحملها فيرفعها خفاقة فوق رؤوس الأشهاد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا