وفاة توأمين ملتصقين في اليمن بسبب عدم حصولهما على الرعاية الطبية
(مترجم)
الخبر:
في 10 شباط/فبراير، أفادت “سي بي سي” عن حدوث حالة نادرة من اثنين من التوائم الملتصقة التي ولدت في العاصمة صنعاء، توفي التوأمان نتيجة الحرمان من الرعاية الطبية اللازمة بسبب الحرب والعقوبات الأجنبية المفروضة على البلاد. “عبد الخالق وعبد الرحيم، البالغان من العمر أسبوعين، اللذان كانا يشتركان في الكلى وزوج من الأرجل، ولكن كان لهما قلبان منفصلان ورئتان ورأسين… لا يمكن للطفلين البقاء على قيد الحياة داخل النظام الصحي اليمني الذي دمرته الحروب وكان يجب أخذهم إلى الخارج. لكن المطار في صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون أغلق على الرحلات المدنية منذ عام 2015 لأن التحالف بقيادة السعودية يسيطر على المجال الجوي اليمني. يمكن لطائرات الأمم المتحدة فقط أن تكمن هناك، على الرغم من إعادة فتح المطار وهو هدف رئيسي لمحادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والتي بدأت بالمفاوضات في ستوكهولم في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
التعليق:
يجب أن تكون ولادة الأطفال فترة من الفرح والاحتفال. لكن بالنسبة لملايين النساء في اليمن، هذا هو الوقت الأكثر إيلاما حيث إن الرعاية الطبية اللازمة ليست مضمونة. علاوة على ذلك، غالباً ما يصعب تحمل عبء تربية الأطفال في الأماكن الأكثر فقرا وخطورة على وجه الأرض، ويعيش ملايين الأطفال في فقر مدقع بأقل من مستويات المعيشة الأساسية. إن موت هؤلاء الأبرياء يقع على عاتق جميع حكامنا الذين جعلوا مصالح دول الغرب الكافر أولويتهم الأولى وترى حياة المسلمين باعتبارها إلهاء مزعجاً، فهدفهم هو خدمة مصالحهم الجشعة. إن الأمهات اللواتي يحملن أطفالهن في بطونهن لمدة 9 أشهر ليس لديهن أي أمل في الرعاية أو الأمن ويذرفن الدموع التي لا تقع إلا على الغبار الجاف ويطلقن صرخات الاستغاثة التي لا تقع إلا على آذان صماء. كانت الجهود السعودية المزيفة للمساعدة في الوساطة في الحصول على هذه المساعدة الطبية من التوائم واضحة، حيث تمت التضحية بهذه التوائم، مع كل ملايين الدولارات التي كانت في الطائرات التي تساعد في قصف النساء والأطفال، بسبب الهيمنة الغربية. لا يمكن لمسلمي العالم أن يقفوا وهم يشاهدون بصمت هذه الجرائم ضد نسائنا وشبابنا. إن المناخ السياسي الحالي من القوانين غير الإسلامية يذهب ضحيته الأبرياء والمحتاجون، ويجب أن يأتي الزمن ليكونوا في مواقعهم الصحيحة وينعموا برحمة الله سبحانه وتعالى. من المستحيل في ظل الخلافة أن يترك الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية ببساطة ليموتوا. دور من يملك القيادة ليس أن يحقق مصالحه الذاتية وسطوته. بل يقع على عاتقه رعاية شؤون الأمة. قال النبي r: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، كما يؤكد القرآن على المعاملة العادلة لجميع الناس حتى يأخذوا حقوقهم كما حددها الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا﴾ [سورة النساء: 131]
من هذه الأمثلة يجب أن نرى الإزالة الفورية للكيانات السياسية الباطلة في بلادنا التي تسيء منح حق المسلمين في رعايتهم. ونحث المسلمين على رفع صوتهم من أجل هذه القضية والمطالبة بعودة الخلافة لوضع حد لمقتل شبابنا الحبيب في ظل أنظمة سياسية غير إسلامية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد