وفاة الأطفال الرضع في مستشفى الرابطة
جريمة أخرى لدولة العار في تونس
الخبر:
أعلن رئيس الحكومة التونسية “يوسف الشاهد” قبيل توجهه لزيارة مستشفى الرابطة بتونس أنه قبل استقالة وزير الصحة “عبد الرؤوف الشريف” وذلك بعد وفاة أحد عشر رضيعا في يوم واحد بقسم الأطفال حديثي الولادة. وقد تعهدت الجهات القضائية والطبية بفتح تحقيق لتوضيح الملابسات ومحاسبة المسئولين عن هذه الفاجعة. (وكالة تونس أفريقيا للأنباء 2019/03/10)
التعليق:
أصبح تتالي الفضائح والمصائب أمرا مألوفا في تونس، وأصبحت وزارة الصحة العمومية المثال الأبرز لبيان فساد الدولة وفساد حكامها وتحكّم الجشع الرأسمالي ولوبيات المال في سياستها.
فبعد فضيحة تركيب اللوالب القلبية الفاسدة لمرضى القلب والتي دُفنت ملفاتها بأسلوب مريب دون معرفة المسئولين عنها، وبعد الإعلان عن إفلاس الصيدلية المركزية وعجزها عن توفير الأدوية اللازمة حتى تلك المصنعة في تونس، وبعد تواصل التدهور الحاد في نوعية الخدمات الصحية المقدمة نتيجة وقف الإنفاق وإيقاف الانتدابات وهجرة الكفاءات الصحية،… جاءت فاجعة موت أحد عشر رضيعا في يوم واحد في قسم الأطفال حديثي الولادة بمستشفى الرابطة لتؤكد أن الإهمال الحكومي المتعمد للقطاع الصحي بلغ مستوى جريمة دولة يدفع ثمنها دائما البسطاء والفقراء من أبناء الأمة.
إن ما تقوم به الحكومة وأبواقها الإعلامية من الحديث عن استقالة وزير الصحة وفتح تحقيق قضائي هو مغالطة للأمة وتشتيت لانتباهها وذلك لصرفها عن التفكير في الأسباب الحقيقية لهذه الوضعية الكارثية. فكل متابع للشأن العام في تونس يدرك أن الحكومة تخلت منذ سنوات وبشكل غير معلن عن القطاع الصحي العمومي لفائدة القطاع الخاص الخاضع لتجار الخدمات الصحية، تحت عنوان الشراكة بين القطاع العام والخاص، وذلك بتوصيات من المؤسسات المالية الدولية التي يتولى خبراؤها التحكم في السياسة العامة للبلاد.
وبالرغم من أهمية تحديد مسئولية كل طرف له علاقة بهذه القضية وضرورة محاسبة كل المخطئين والمقصرين مهما علا شأنهم فإن المسؤولية السياسية لحكام تونس في هذه الفاجعة لا يمكن إخفاؤها أو التستر عليها بتقديم بعض صغار المسئولين كبش فداء لحماية النظام، وإن هذه السياسة التي حرقت أكباد آباء وأمهات أطفال مستشفى الرابطة في تونس ستزيد في اشتعال نقمة الناس على حكام تونس وعلى من تعاون معهم وسرق ثورتهم وعبث بأحلامهم وآمالهم…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد مقيديش