كفى سعياً لنيل رضا الغرب
الخبر:
قال موقع استخباراتي فرنسي مطلع، اليوم، إنه إذا كان مشروع الولاية الخامسة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لم يعد بالإمكان الدفاع عنه في الجزائر بسبب الآلاف من المحتجين الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم له لثلاث جمعات متتالية، فإن المناورات بدأت من وراء الكواليس للتحضير لما بعد بوتفليقة. وأطلقت هذه المناورات بشكل رئيسي من عصبة الفريق أحمد قايد صلاح، رئيس هيئة أركان الجيش الجزائري القوي.
وأشار الموقع أن هذا الأخير يريد بأي ثمن أن يكون هو المشرف على المرحلة الانتقالية بعد التخلي عن مشروع الولاية الخامسة لبوتفليقة.
غير أن الرجل القوي في الجيش الجزائري يواجه رفضا من عواصم غربية، مثلما كشف موقع “مغرب إنتليجنس” الذي ينقل عن مصادر وصفت بالموثوقة أن “لا فرنسا ولا الاتحاد الأوروبي، ولا واشنطن وافقت على رؤية قايد صالح بديلا لعبد العزيز بوتفليقة”. (القدس العربي)
التعليق:
إلى متى تبقى الدول الغربية تتدخل في شؤون المسلمين الداخلية وتحدد لهم من يكون رئيسا عليهم ومن لا يكون؟!
إلى متى يبقى قادة الجيوش يخافون الغرب ويطلبون رضاه ولا يلقون بالاً لرب الكون الذي خلقهم وخلق أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها، وأن الله وحده هو الذي يملك أقدارهم وأقدار أسيادهم؟!
قائد الجيش الجزائري يسعى لدى عملاء بريطانيا ليسوقوه عند أمريكا، فقد زار أحمد قايد صلاح مرتين دولة الإمارات لبعث رسائل مطمئنة إلى أمريكا، غير أن الإمارات فشلت في إقناع واشنطن بالرهان عليه.
بل إن بقاء الجيش في ثكناته وعدم خروجه لضرب المتظاهرين كان خضوعا للإرادة الأمريكية، فقد هدد في الخطاب الأول بـ“التخويف بسنوات الإرهاب والمغرر بهم”.
صار خطابه مركزا على “وحدة الجيش وشعبه”. ففي لقاء مع طلاب عسكريين قال إن “هناك تعاطفاً وتضامناً ونظرة واحدة للمستقبل، تجمع بين الجيش والشعب” وذلك بعد أن استمع للرسالة الأمريكية التي أطلقت علنا تحذيراً ضد كل أشكال القمع الوحشي للمتظاهرين الجزائريين فراجع لهجته العدوانية لشعبه!!
هكذا هم قادة الجيوش كما الحكام أعداء لأمتهم، ليسوا من جنسها وإن كانوا من جلدتها ويتكلمون بلغتها.
متى يصطف قادة الجيوش مع أمتهم ويعملون مع ربهم ولا يلتفتون إلى رئيس أمريكي أو بريطاني أو غيره ليصنع لهم مستقبلهم ومستقبل أمتهم؟!
أنتم بيدكم القوة العسكرية، فأضيفوا إليها قوة العقيدة الإسلامية والانحياز إلى الأمة عندها ستركع دول الغرب لكم فهي بحاجتكم ولستم أنتم بحاجتها.
ألستم مسلمين؟ ألستم مؤمنين بالله الخالق المدبر العظيم الجبار المتكبر؟ ألم تقرأوا قول الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [التوبة: 38-39]، وقوله تعالى ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]
أسأل الله عز وجل أن يبعث لهذه الأمة قائدا يقودها للعزة والمجد ويحررها من التبعية للغرب…
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أميمة حمدان – ولاية الأردن