من سوريا إلى الجزائر… مظاهرات أم ثورات؟!
الخبر:
ما زالت المظاهرات مستمرة بزخم قوي في الجزائر والسودان مطالبة بتغيير النظام والحكام، وفي سوريا قام أهل درعا الأبطال بالتصدي لمنع إعادة نصب تمثال لمجرم سوريا السابق حافظ أسد في تحد واضح لابنه بشار المجرم الحالي.
التعليق:
قد يظن البعض أن ما يحصل في بلادنا الإسلامية ومنها الجزائر والسودان ما هي إلا ظواهر عابرة ما تلبث أن تزول بسرعة وتنطفئ جذوة نارها لتعود الحال كما كانت في الماضي القريب، ولكن الواعين على حال الأمة الإسلامية وبخاصة في السنوات القليلة الماضية حيث بدأت التحركات الشعبية والثورات في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن، يدركون أنها ما لبثت أن خف وهجها وبريقها مع الوقت لأسباب عدة: أهمها عدم وجود قيادة سياسية واحدة واعية ومخلصة ومبدئية لتلك التحركات الشعبية، وتكالب الغرب والشرق عليها، وعملهم الدؤوب لإجهاضها وحرفها عن الطريق الصحيح الموصل إلى الهدف الحقيقي للتحركات والثورات وهو إسقاط الأنظمة وإقامة حكم الإسلام على أنقاضها.
وحتى لا نبقى بالكلام العام نبدأ بالتوضيح والكلام الصريح بعون الله سبحانه وتعالى؛ فمنذ قامت الثورات والحكام يظنون أن الأمور سرعان ما تعود إلى سابق عهدها، وأنهم يستطيعون حكم الأمة كالسابق، ولكن للأسف الشديد كان الغرب وعلى رأسه أمريكا متنبها إلى حال الأمة الإسلامية بشكل كبير وبأدق التفاصيل ليحاول الضحك على الأمة في هذا الكيان أو ذاك للإبقاء على بعض الحكام إن استطاع، ولتغيير البعض الآخر إن عجز عن الاحتفاظ به، ظنا منه بأن هذا التغيير الشكلي سينطلي على الأمة الإسلامية كلها، بل وحاول إيهام الأمة بإعلامه القوي وعملائه الكثر أن لا جدوى من التحرك للتغيير ومن الثورات لأن نتيجتها ستكون خسارة كبيرة في المال والدم والأرض والعرض دون تحقيق الهدف الحقيقي الذي تطمح الأمة إليه، ألا وهو حكم الإسلام.
إن ما يجري في الجزائر والسودان، وحتى في سوريا مؤخرا، وفي بعض البلاد الإسلامية بشكل مستتر، وفي لبنان من رفض لكل الطبقة السياسية، ليدل دلالة واضحة لمن له عقل سليم أن هذه الأمة الإسلامية لن تموت وأن الضربات والمؤامرات لن تزيدها إلا مناعة وقوة وصلابة، وأنها لن تحيد عن الهدف الذي وضعته لتحركها مهما تآمر عليها الغرب والشرق؛ فهي أصبحت عصية على المستعمر وأزلامه، وأصبحت تعرف طريق الخلاص بعد أن ضحت بكل غال ونفيس من المال والأولاد للحفاظ على هذا الدين، والذي لا يمكن الحفاظ عليه إلا بإقامة دولته وتطبيق نظامه، والذي يعني لنا جميعا من الجزائر إلى السودان ومصر إلى سوريا ولبنان وكافة بلاد المسلمين أن نعود في دولة واحدة جامعة تحكمنا بالإسلام في كل مناحي الحياة بقيادة خليفة يطبق الشرع ويخشى الله فينا ويقطع دابر الطامعين فينا أينما وجدوا…
نعم أمتنا لن تمل ولن تكل حتى تصل إلى هدفها بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في القريب العاجل بعون الله تعالى، وهذا وعد الله ولن يخلف وعده.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان