الدول الغربية تقوم بذبح الديمقراطية والحرية عند خشبة الصليب
استفاقت الأمة الإسلامية صبيحة يوم أمس الجمعة 2019/3/15 على فاجعة كبيرة إثر مجزرة صليبية قام بها كافر صليبي في حق عشرات المسلمين في مسجدين من مساجد المسلمين في دولة نيوزيلندا، والتي تدعي كذبا وزورا أنها تحترم حرية التدين والرأي أو ما شاكل ذلك من الأكاذيب التي أصم بها الغرب آذان البشرية.
وما كان لهذا المجرم الصليبي ليتجرأ على دماء المسلمين الزكية في بيوت الله إلا بسبب تلك التعبئة الصليبية التي أخذت حكومة نيوزيلندا على عاتقها نشرها ودعمها وإتاحة المجال الواسع للإعلام لديها في تعزيز ثقافة الصليب الحاقدة على الإسلام والمسلمين. بل إنها ثقافة شعبية تعكس الحقد الذي يكنه قادة الغرب ومنظماته للمسلمين في كل العالم. فلا غرابة لهذا الحقد الشعبي في بلاد الغرب الصليبي فإن الناس كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على دين ملوكهم. نعم… إن الناس على دين ملوكهم، كيف لا وكل الشعوب الغربية سمعت وما زالت تسمع زعماءهم ينادون بحرب صليبية على منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وما تصريح بوش الابن في 2001م إلا مثال على تلك الحالة التعبوية لشعوب الغرب لتعزيز الحروب الدينية الصليبية. يقول الله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾. [البقرة: 120]
لقد أقدم هذا المجرم الكافر المدعو “برينتوت تارانت” على هذه الجريمة الصليبية وهو يترنم أنشودة صليبية (صربية تاريخية) كان يسمعها بسماعات في أذنيه تذكر بحرب تاريخية جرت بين جيش الخلافة العثمانية وجيوش أوروبا بمعركة فينّا التي وقعت عام 1683م، والتي كانت بداية نهاية سيطرة الخلافة العثمانية على أوروبا.
إن مثل هذه الأغاني والأناشيد التاريخية الصليبية التي ينشرها الإعلام الغربي على مواقع الإنترنت وغيره لشعوبهم ما هي إلا دليل صارخ على حقد أنظمة الغرب الصليبية على الإسلام والمسلمين، ودليل قاطع على أن دول الغرب كلها صليبية بامتياز مهما غطوا حقد صليبيتهم بشعارات مثل حرية الرأي والتدين. يقول الله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا…﴾ [البقرة: 217]
فإذا كان المواطنون الصليبيون في دول الغرب يسمعون الأغاني والأناشيد التاريخية المحرّضة على قتل المسلمين، فماذا يا ترى يسمع قادة الغرب الذين يصدرون الأوامر بقتل ملايين المسلمين ويشنون حروبهم بكافة الأسلحة المدمرة؟!
إن الغرب في ادعائه للحرية وحقوق الإنسان مثله مثل مسيلمة الكذاب في ادعائه النبوة؛ مسح على رأس طفل فصار أصلع وحنّك طفلا فصار ألثغ، وتفل في بئر فنضب ماؤه، وسقى بفَضلةِ وضوئه نخلاً فصار يابساً.
ومثل هذه الشعارات (حرية الرأي والتدين) التي يتغنى به الغرب الكافر ما هي إلا بمثابة أفيون للشعوب وستار غطى به الغرب حقده على المسلمين عقودا من الزمن، فالغرب تزلف وما زال يتزلف للصليب ويأبى إلا أن يكون صليبياً.
إن العالم الغربي يقوم بذبح الديمقراطية والحرية عند خشبة الصليب، ويتوجه نحو اليمين المتطرف ليكون المنطلق الديني في المستقبل هو المنطلق الوحيد للشعوب الغربية، لظنهم أنهم قد يستطيعون مواجهة الإسلام كعقيدة وأفكار وأنظمة ربانية.
إن الحروب الصليبية لا يلزمها إلا خلافة على منهاج النبوة تنسي الصليبيين وساوس الشيطان…
فالغرب يعرف جيدا ماذا صنعت جيوش الخلافة عبر التاريخ بجيوشهم الجبانة التي كانت تفر أمامه مثل فرار الحُمُر المستنفرة التي فرت من قسورة…
ستعود الخلافة الراشدة أيها الغرب الصليبي بعز عزيز أو بذل ذليل وسترون جيوشها تدك حصونكم كما دكها من قبل أجدادنا من الصحابة رضي الله عنهم كأبي عبيدة عامر بن الجراح وخالد سيف الله المسلول والمثنى وغيرهم ممن جاء بعدهم من القادة الأخيار…
نعم ستعود للمسلمين دولتهم وستتربع على عرش الأرض وتنشر رسالة الإسلام بالفتوحات الإسلامية، شاء من شاء وأبى من أبى.
يقول النبي e مبشرا أمة الإسلام: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا». رواه أحمد
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد العزيز محمد
2019_03_16_Art_Western_countries_slaughter_democracy_and_freedom_at_the_cross_AR_OK.pdf