الشبكة القاتمة تكشف عن بؤس المجتمع الغربي وحقارته
الخبر:
محكمة ألمانية تقاضي مؤسس منتدى الإيلوزيوم Elysium ومعناها باللاتيني “الفردوس” بالسجن لمدة أقل من عشر سنوات في قضية أكبر تجمع على النت لأصحاب الميول الشاذة لتبادل صور تعذيبٍ وأفلامِ عنفٍ لاعتداءات جنسية على أطفال ونشرها في الشبكة “السوداء أو القائمة”، (Darknet) كما حكمت على ممارسين لهذه الأعمال البذيئة ومشاركين في إنتاج هذه الصور والأفلام ونشرها بمدد أقصاها ست سنوات [فرانكفورتر]
التعليق:
الشخص المؤسس لهذه الشبكة يبلغ من العمر 63 عاما، وقد بلغ عدد المشاركين والأعضاء الفاعلين في هذه الشبكة خلال ستة أشهر ما يقارب 111000 شخص. بينما بلغ عدد الأعضاء في شبكة سابقة ما يقارب 67000 شخص من أعمار مختلفة وطبقات مجتمعية متعددة. وقد تم ضبط بعضهم متلبسا بجرائم مختلفة من الصعب وصفها بكلمات دون الإساءة إلى المسامع الكريمة.
ومن الملاحظ ازدياد هذه الحالات المسيئة للأطفال بشكل خاص، ناهيك عن حالات الاغتصاب والاعتداء على النساء الذي قد يصبح يوما ما مألوفا ولا يعني أحدا من كثرة حصوله في المجتمع!
هناك قضية أخرى في السياق نفسه ولكنها هذه المرة ليست على الشبكة الفضائية وإنما على أرض الواقع في مكان يستخدم لمركبات السكن المتنقل Camping كشفت الشرطة الألمانية عن عصابة استغلال للأطفال على نطاق واسع شارك فيها أولياء الأطفال أنفسهم من آباء وأمهات، بلغت حالات الاعتداء المثبتة 1000 حالة، كان الآباء يؤجرون أولادهم وبناتهم (31 طفلا) للشاذين لممارسة أعمال العنف الشريرة عليهم وتصويرهم، وقد وصل الحد للقتل بسبب التلذذ بالتعذيب، وكانوا يبيعون الصور في الشبكة الفضائية وعلى وجه الخصوص في الشبكة السوداء. [n-tv]
وفي السياق نفسه تكشف التحقيقات العديدة عن ممارسات شاذة كثيرة في الكنائس في كافة أنحاء العالم على مستوى عال بين القسيسين والرهبان والراهبات وحتى الكرادلة. وقد سبق التعليق على هذه الأخبار قبل أسابيع.
من حقنا هنا التساؤل عما يسمونه القانون العادل، وحماية الأطفال ودولة القانون المبدئية. فهل ستقيم هذه الأحكام عدلا أو تدفع ظلما أو تشفي غليل طفل تعقّد نفسيا وحقد على المجتمع وعلى أهله وبات في حياته ضائعا تائها؟ أم تراهم بهذه الأحكام سيقومون بحماية الآخرين من هذه المصائب التي تقع عليهم من أهلهم وذويهم وأقرب الناس إليهم، والملزمين أصلا بحمايتهم؟!
هل هذا هو القصاص لديكم في قضايا مثل هذه تورث المجتمع أمراضا وكوارث لا تعد ولا تحصى ولا علاج لها؟! بينما تحكمون على من اشتبهتم بانتمائه لتنظيم (إرهابي) بالسجن المؤبد بل إنكم لا تنتظرون المحكمة فتغتالونهم لمجرد شبهة بإطلاق النار عليهم في وضح النهار لتتخلصوا منهم!!
استمعوا إلى الحكم العدل في قول الحكيم رب العزة: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا