Take a fresh look at your lifestyle.

هل ستنجح الانتفاضة الجماهيرية الجزائرية ضد بوتفليقة المصاب بجلطة دماغية؟ (مترجم)

 

هل ستنجح الانتفاضة الجماهيرية الجزائرية ضد بوتفليقة المصاب بجلطة دماغية؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

وفقا لصحيفة الجارديان: في السطر الأول من خطاب عبد العزيز بوتفليقة إلى الشعب ليلة الاثنين، قال الرئيس الجزائري إن البلاد تعيش في مرحلة حساسة من تاريخها، ومتفق على ذلك هو ومواطنيه.

 

وكان بوتفليقة البالغ من العمر 82 عاما، والذي تعرض لسلسلة من السكتات الدماغية التي تركته في حاله صحية سيئة، في السلطة منذ 1999، وقد أدى الإعلان عن أنه لن يترشح لفترة أخرى مدتها خمس سنوات إلى الاحتفال على نطاق واسع، فقد كان هذا هو المطلب الرئيسي لمئات آلاف – وربما الملايين – الذين تظاهروا سلميا عبر المدن والبلدات في جميع أنحاء الجزائر يوم الجمعة في احتجاجات بشكل لم نشهده منذ عقود.

 

ولكن هذا الفرح جلب الشك، لأن خطاب الرئيس تم تمحيصه بعناية كبيرة، وربما كان مليئا بالكلمات الطيبة بشأن الحاجة إلى الإصلاح، والجيل الجديد، وأصوات النساء والشباب، ولكن هل حقا يضمن حريات أكثر؟ أم أن بوتفليقة، وهو من المحنكين السياسيين، انسحب من مناورة للسماح لنفسه بمزيد من الوقت لتعزيز النظام القمعي والفاسد والمبهم قبل ذهابه أخيرا؟

 

وعلى الرغم من إلغاء بوتفليقة للانتخابات المقرر إجراؤها في 18 نيسان/أبريل، إلا أنه لم يشر إلى أنه سيتنحى عندما تنتهي ولايته في الشهر القادم، وقد وصفت الصحيفة ذلك “بالحيلة الأخيرة لبوتفليقة” التي نشرتها جريدة الوطن اليومية.

 

وقد أشار العديد من المحللين إلى أن بوتفليقة ليس له أي حق دستوري في البقاء، الأمر الذي يبدو أنه ينوي القيام به في نهاية ولايته.

 

ويقول المعلقون إنه إذا تم الفوز بلا شك في الانتصار، فإن الأزمة لا تزال بعيدة عن الحد ولا يزال التهديد بعدم الاستقرار الحقيقي قائما.

 

وقد احتج مئات عدة من الطلاب يوم الثلاثاء، بينما يرجح أن ينزل العديد منهم إلى الشوارع يوم الجمعة، وسيتم مراقبة حجم هذه الحشود عن كثب من المحللين الذين يحاولون الوصول إلى مستقبل دولة أفريقية وسطى كبيرة وذات أهمية استراتيجية.

 

التعليق:

 

من الرائع فعلا أن نرى المسلمين يهبون ويتظاهرون ضد حكوماتهم، ويتحملون المسؤولية عن وضعهم ويكافحون من أجل وضع أفضل، ومما يثلج الصدر بشكل خاص أن نرى مثل هذه التحركات في العالم العربي، التي يحكمها بشكل عام الديكتاتوريات القاسية والوحشية؛ مثل هذا المشهد من ثورات الربيع العربي في بداية هذا العقد، الذي نجح في هز جميع الحكومات في المنطقة، وإذا كان ما نراه الآن في الجزائر يذكرنا بأحد هذه الأسباب، فإن السبب الآخر لدراسة الأسباب التي جعلت هذه التحركات على الرغم من نجاحها الظاهر قد أخفقت حتى الآن في إحداث أي تغيير حقيقي.

 

وعلى غرار بقية العالم الإسلامي، لا تزال الجزائر تحكمها الأنظمة السياسية الغربية، وتحكمها التشريعات الغربية، وتسيطر عليها طبقة حاكمة موالية للغرب، معروفة في الجزائر باسم “السلطة”، وبعبارة أخرى لا تزال الجزائر تفي بولائها للغرب بعد عقود عديدة من التحرر من الاحتلال الفرنسي، في الحقيقة تم تحقيق الاستقلال بالفعل في الجزائر، كما هو الحال في أماكن أخرى، من خلال توجيه الأفكار الإسلامية الصادقة ومشاعر الأمة إلى الحركات القومية مع قيادات غربية علمانية، وبهذه الطريقة، تمكن الغرب من تحقيق استمرار الاستعمار بوسائل أخرى، وتعديله من السيطرة العلنية إلى السيطرة الخفية، وكان أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال على سبيل المثال، هو أحمد بن بيلا، الذي كان قد خدم سابقا في الجيش الفرنسي وكرمه شارل ديغول بالقوة العسكرية لمشاركته في الحرب العالمية الثانية.

 

المأزق الحالي بالنسبة للسلطة في الجزائر هي أنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على بديل لحاكمهم الحالي عبد العزيز بوتفليقة، على الرغم من أن إصابته بسكته دماغيه 2013 تركته مشلولا وكاد أن يبقى صامتا، ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن “السيد بوتفليقة البالغ من العمر 82 عام، لم يتحدث علنا منذ سبع سنوات ولا يظهر إلا نادرا في الصور التي يبدو أنها غير متحركة وعيناه ثابتتان أمامه، وقد وضعت الاحتجاجات الجماهيرية النظام تحت ضغط كبير ولكن من الواضح أن المناورات الأخيرة للنظام هي مجرد محاولة منه لاستغلال الوقت أكثر.

 

وفي واقع الأمر، فإن النظم الديمقراطية حتى في الغرب، هي مجرد ستار للحكم من زمرة صغيرة مخولة تتحكم في السلطة لمصلحتها الخاصة، والتعقيد الإضافي في البلدان الإسلامية هي أن حكامنا هم أنفسهم أيضا عناصر فكرية وسياسية تابعة للغرب، يقف أسيادهم الغرب وراء سلطتهم، إن التغيير الحقيقي لن يحدث في الجزائر، وفي العالم الإسلامي بشكل عام، إلا عندما نتخلص من الإرث المؤسسي للاستعمار ونستبدل به الإسلام، من خلال تمكين الخليفة بشكل كامل كرئيس للدولة، يضمن الإسلام أن الخليفة لا يدين بالولاء لأحد غير الأمة ودينها، ولا أحد لديه القدرة على عزله إلا إذا كان ينتهك حدود الشريعة، وهذا يتناقض تناقضا صارخا مع النظم الغربية، التي تسمى بالضوابط والموازين، وهي ليست لصالح الشعب بل لتوفير آليات وطرق بديلة للسيطرة المستمرة لهذه النخبة.

 

يجب على المسلمين المخلصين في الجزائر أن يفكروا في إنجازاتهم هذا الأسبوع وأن يتعرفوا على قوتهم؛ يجب الآن أن يتم نشر هذه القوه بشكل كبير لإحداث تغيير في النظام بأكمله دون التوقف عند مجرد تغيير الوجوه، من بوتفليقة إلى عميل غربي آخر، الحل الصحيح والكامل لحالتهم هو إقامة دولة الخلافة الراشدة على نهج النبي محمد r، والتي ستعيد السيطرة على شؤون المسلمين من الغرب الكافر، وتوحد البلاد الإسلامية وتنفذ أحكام الشريعة الإسلامية، وتحمل دعوة الإسلام للعالم بأسره. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فائق نجاح

2019_03_17_TLK_3_OK.pdf