دماء المسلمين ستبقى تراق بسبب غياب الإمام الذي يقاتل من ورائه ويتقى به
الخبر:
وكالات: قام يميني متطرف مزوّد بأسلحة نصف آلية، بإطلاق النار عشوائياً على المصلين داخل مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية، ما أدى إلى مقتل 50 شخصاً وإصابة العشرات. (القدس العربي)
التعليق:
مما لا شك فيه أن المسلمين في كل مكان تسيل دماؤهم أنهارا، ويعتدى على أعراضهم ليلا ونهارا، وتنتهك مقدساتهم وتسلب جهارا، وتبكي نساؤهم ويصيح أطفالهم، فلا مجيب ولا من يلبي النداء وتحن ذاكرتهم لصرخة امرأة في تخوم عمورية استنجدت وا معتصماه لبى نداءها خليفة المسلمين بعد أن أغار الروم في أيام المعتصم بالله بن هارون الرشيد على بلدة زِبَطْرَة وعاثوا فيها فساداً، واعتدى رومي من أهل عمّورية على امرأة مسلمة فصاحت مستنجدة بالمعتصم فسخر منها الرومي، ووصل ذلك إلى المعتصم فأقسم أن ينصرها، وغزا بلاد الروم وفتح عمّورية وأسر الرومي وأعاد المرأة إلى دولة الخلافة معززة مكرمة، وقد أنشد أبو تمام قصيدة في فتح عمورية قال فيها:
يَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّوريَّة انْصَرَفَتْ *** منكَ المُنى حُفَّلاً معسولةِ الحلبِ
سبعون ألفا كآساد الشرى نضجت *** جلودهمْ قبل نُضج التين والعنب
أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ *** والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
لكن اليوم نفقد المعتصم ودولة الخلافة التي تنسي الغرب وساس الشيطان وتعلمهم من هي أمة الإسلام ومن هي دولة الخلافة الدولة الراعية والحامية والقاهرة لعلوج الكفر.
إننا اليوم ونحن نعيش ذكرى هدم الخلافة نذكر أنفسنا والمسلمين جميعا بوجوب العمل لها والعمل مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية وإلا ستبقى دماء المسلمين وأعراضهم ومقدساتهم بيد الكفر يستبيح منها ما يشاء وقتما يشاء!
والخلافة وإن كانت فريضة شرعية فرضها رب العزة فهي أيضا حتمية عقلية وضرورية إنسانية لأنها دولة قائمة على مبدأ الإسلام العظيم الذي يخرج الإنسان من درك الحيوان إلى إنسانيته وعقله، ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. فبدون الخلافة لن يشقى المسلمون وحدهم بل العالم أجمع سيبقى في الشقاء والضنك. ولسنا هنا بحاجة إلى الدليل فدليل عدل ورحمة الخلافة وسع حتى من أساء لها.
يصف المستشرق الشهير جوستاف لوبون بشاعة الحروب الصليبية قائلاً: “وكان سلوك الصليبيين حين دخلوا القدس غير سلوك الخليفة الكريم عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحو النصارى حين دخلها منذ بضعة قرون، حيث عقد الصليبيون مؤتمراً أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس، من المسلمين واليهود وخوارج النصارى، الذين كان عددهم نحو ستين ألفاً، فأفنوهم عن بَكْرَةِ أبيهم في ثمانية أيام، ولم يستثنوا منهم امرأة ولا ولداً ولا شيخاً! فقد قطعت رؤوس بعضهم، وبُقِرت بطون بعضهم، وحُرِّق بعضهم في النار، فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار!” (جوستاف لوبون؛ حضارة العرب: [326-327]).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان أبو البراء