عمران خان عاجز عن وقف الفساد السياسي الجاري في وضح النهار
الخبر:
رفع برلمان البنجاب يوم الأربعاء الماضي مرتبات ومزايا وامتيازات أعضائه مرتين، بعد سن القانون الذي يسمح بذلك بـ24 ساعة من طرح مشروع القانون، وكالعاجز عن منعهم، أخذ عمران خان بانتقاد أعضاء الجمعية على وسائل التواصل الإلكتروني.
التعليق:
أقر برلمان البنجاب بالإجماع وبدافع الجشع تشريعات تسمح له زيادة رواتب أعضائه وامتيازاتهم، وتأتي هذه الزيادة في وقت يعاني فيه ملايين الباكستانيين من أعلى معدلات الفقر وسوء التغذية والجوع في العالم.
وكان أقصى ما يمكن أن يقدمه عمران خان هو التعبير عن خيبة أمله لقرار برلمان البنجاب، وفي تغريدة له قال “إنه بمجرد عودة الرخاء إلى باكستان، سيكون هناك ما يبرر مثل هذه الخطوة، لكن الآن لا يتوفر لدينا الموارد الكافية لتوفير الحاجات الأساسية لجميع أفراد شعبنا، لذلك لا يمكن تبرير هذه الزيادات”.
إن ردة فعل خان البائسة لا تقوض أجندته المناهضة للفساد وتغيير شعاره فحسب، بل أيضا تؤكد على أن صلاحيات خان محدودة في كبح جماح الفساد والمحسوبية في النظام السياسي الذي يفضّل النخبة الحاكمة دائماً. إن هذه الخطوة من البرلمان تجعل من سياسات خان التقشفية المعلنة وسياسته المزعومة لبناء دولة مثل دولة المدينة المنورة مجرد شعارات.
منذ أجيال كانت النخبة السياسية في باكستان تخوض انتخابات بهدف وحيد وهو اللهث وراء الثراء الشخصي ونهب ثروات البلاد، وهذا أمر متوقع من السياسيين الذين ينفقون ملايين الروبيات على الانتخابات، وحال وصولهم إلى السلطة يخرجون قرحة بطونهم على موائد الناس.
ما لم يتم اقتلاع النظام السياسي البغيض واستبدال نظام سياسي حقيقي به يخدم الناس ويرعى شئونهم، فإن رؤساء وزراء المستقبل مثل خان سيواجهون مصيراً مماثلاً، ولا يمكن للأفراد تغيير النظام آحادا، بل يجب ان يكونوا متكتلين في جماعة أو جماعات تتقصد الإطاحة بالنظام واستبداله. ومن خلال تغيير النظام السياسي من جذره سوف يضمن لكل الناس الالتزام بالأحكام.
كان يجب على خان أن يدرس كيف أسس رسول الله r النظام السياسي الذي ساوى بين الفقراء والأغنياء، فكان هذا النظام السياسي قادراً على تحقيق النتائج الرائعة، لأنه كان محرما على الإنسان سن القوانين من بنات أفكاره، بينما في كل من الديكتاتورية والديمقراطية، يسن المشرعون من البشر قوانين لصالح النخبة وليس لصالح عامة الناس، لذلك لا يحق لخان لوم برلمان البنجاب!
يجب على الباكستانيين اتباع هدي رسول الله r وإعادة الحكم بالإسلام في ظل الخلافة التي ستنهي الفساد والمحسوبية التي تمارسها النخبة الباكستانية…
قال تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي