اسكندينافيا: وقفة أمام مقر الحكومة والبرلمان في وسط كوبنهاجن؛
استنكارا لجريمة نيوزيلندا.. ورفضا لخطاب الكراهية الذي تشيعه الحكومات الغربية وإعلامها!
أقام حزب التحرير/ اسكندينافيا يوم الجمعة 15 رجب المحرم 1440هـ، الموافق 22 آذار/مارس 2019م صلاة الجمعة أمام مقر الحكومة والبرلمان في وسط كوبنهاجن استنكارا لجريمة نيوزيلندا ورفضا لخطاب الكراهية الذي تشيعه الحكومات الغربية وإعلامها ضد الإسلام والمسلمين.
وقد تداولت وسائل الإعلام والصحف والراديو والتلفزة هذا النشاط من قبله بيوم إلى الرأي العام، فأصدرت السفارة الأمريكية في كوبنهاجن يوم الخميس 2019/3/21م بيانا رسميا نشرته على موقعها الخاص تحذر فيه رعاياها من الاقتراب من وسط المدينة وذكرت فيه أن حزب التحرير سينظم وقفة بعد صلاة الجمعة استنكارا لجريمة نيوزيلندا.
وأرسلت السفارة اليابانية أحد دبلوماسييها إلى حزب التحرير لتسأل عن طبيعة النشاط وتحذر من احتمال وقوع أعمال عنف بعدما أعلن رئيس أحد الأحزاب اليمينية الجديدة عن عزمه تنظيم وقفة مناهضة لوقفة حزب التحرير في المكان نفسه تقريبا، وأنه سيحرق نسخ القرآن الكريم في وقفته، وعلى إثرها أصدر حزب التحرير/ اسكندينافيا بيانا صحفيا بين فيه أنه سيقيم هذه الوقفة تضامنا مع شهداء نيوزيلندا واستنكارا لسياسات الكراهية التي تعتمدها الحكومات الغربية وأنه لن يتعرض لأحد.
وفي يوم الخميس مساءً دار نقاش في القناة الثانية لمدينة كوبنهاجن حول حزب التحرير ونشاطه وقام مقدم البرنامج بتقديم رأي حزب التحرير بكل موضوعية وبشكل مؤثر ونشر مقطع فيديو قد وضع على صفحات حزب التحرير ليدعو إلى صلاة الجمعة وأهداف هذه الوقفة.
رغم أجواء الخوف التي أشيعت، ورغم تنظيم ثلاث جهات احتجاجا في المكان نفسه ضد حزب التحرير من يهود ويمين متطرف وبعض البرلمانيين إلا أن نحو ألف شخص حضروا الصلاة وكانت الخطبة تتضمن ثلاث رسائل مؤثرة للمسلمين، والسياسيين وللشعب الدنماركي.
وبعد انتهاء الصلاة ألقيت كلمة قصيرة باللغة العربية، ثم ألقت إحدى الأخوات كلمة باللغة الإنجليزية تحدثت فيها عن معاناة المسلمات في ظل أجواء الكراهية ونتيجة سياسات الظلم التي تمارسها الحكومات الغربية، فكانت كلمة مؤثرة جدا ذرفت لها الدموع.
من ناحية أخرى وإرضاء لأوليائهم الكفار وتقربا إليهم حضر عدد من مشايخ السلاطين استنكارا لهذه الوقفة العظيمة حتى إن أحدهم دعا إلى مقاطعة الصلاة، وأسرعوا لتنظيم وقفة في اليوم التالي حضر فيها 1500 شخص منهم دنماركيون، كما شارك فيها نواب يكرهون الإسلام ولا يخفون عداءهم له، وتولى هذا التحرك 40 مسجدا وجمعية!
لا شك أنه كان لهذه الوقفة تغطية إعلامية كبيرة جدا حيث بلغ عدد المقالات والأخبار في يوم الجمعة فقط 25 مقالا وخبرا، وتحدثت بعض القنوات العربية والتركية وروسيا اليوم عنها. لقد أعاد هذا التحرك إلى أذهان المسلمين صورة الحزب التي عرفوه بها منذ 20 عاما، حيث كان رأس الحربة في الدفاع عن الإسلام والمسلمين.. حزبا حيا.. قويا.. صريحا.. كفاحيا.. صابرا.. لا يخشى في الحق لومة لائم. فهنا في هذا البلد (الدنمارك) يتعرض المسلمون وبشكل يومي لحملات التشويه والكراهية، ويتم سن القوانين الموجهة ضد المسلمين. ولم يترك الإعلام فرصة إلا وقام باستغلالها لتصوير المسلمين على أنهم أهل شر، وأنهم يريدون تدمير البلاد.
لقد كانت الخطب التي ألقاها بعض الشباب موجهة للحكومات الغربية والإعلام، وتوعية المسلمين على الشر الدفين الذي يخبؤه الغرب للمسلمين. وقد باتوا يعلنونها صراحة؛ إما أن تتبنوا قيمنا وتذوبوا في مجتمعنا، أو فلترحلوا من هنا…!
وقد أصدر حزب التحرير/ اسكندينافيا نشرة في 26 آذار/مارس 2019م، بعد إتمام هذه الوقفة بنجاح، بعنوان “القرآن يُحرق بمباركة الحكومة الدنماركية” ومما جاء فيها: “في الوقت الذي اجتمع فيه ما يقارب من 1000 مسلم في ساحة البرلمان لأداء صلاة الجمعة يوم 22 آذار/مارس، تضامنا مع شهداء المسلمين في كرايست تشيرش في نيوزيلندا – ولتبيان مسؤولية الحكومة الدنماركية والحكومات الغربية عن تغذية أجواء العداء ضد الإسلام والمسلمين، يُقام مرة أخرى بعمل حاقد على الإسلام على بعد 100 متر من المكان الذي أقيمت فيه الصلاة، حيث اجتمع عدد من أراذل الناس على الجانب الآخر من الساحة وقاموا بتقاذف المصحف فيما بينهم وفي النهاية قاموا بإحراقه. كل ذلك تم بتصريح وحماية من السلطات…”.
وقد حكمت محكمة كوبنهاجن الابتدائية على الأخ منذر عبد الله عضو حزب التحرير/ اسكندينافيا بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ بسبب خطبة الجمعة التي دعا فيها إلى تحرير المسجد الأقصى من رجس الصهاينة.
وعلى إثره أصدر الأخ منذر عبد الله بيانا باسمه يوم المحكمة بتاريخ 2019/3/26م قال فيه: “إن محاكمتكم لي بسبب موقف سياسي صرحتُ به في خطبة الجمعة حول قضية فلسطين المحتلة، حيث بينت وجوب تحريرها، هو انحياز صارخ ووقح لمحتل اغتصب الأرض وارتكب المجازر واقتلع الملايين من أرضهم وشردهم في أصقاع الأرض وجعلني أنتهي لاجئا في بلادكم.” وبين فيه أن إقامة الخلافة الراشدة هو الكفيل بتوحيد الأمة وبتحرير فلسطين.
أيها المسلمون؛ إنّ الغاية من هذه الوقفات والأعمال ليس التباكي على مآسي الأمّة اليوم، بل الغاية منها تسليط الضوء على مبدأ الإسلام والكيان السياسي (دولة الإسلام) الكفيل بحفظ شوكة المسلمين بل وإعادتهم كما أرادهم الله ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ حاملين مشعل الخير والهدى والنور إلى العالم أجمع؛ لا شك أن قلوبنا تمتلئ قهرا وألماً على ما يتعرض له المسلمون في كل مكان. ولكن لماذا لا يتحول هذا الغضب إلى فعل على مستوى الأمة فتضع حدا لهذا النزيف والهوان؟! إن حكامنا ليسوا منا ولا يقيمون وزنا لديننا ولا لحرماتنا، بل باتوا مكشوفين بعد انحيازهم العلني إلى أعداء الأمة.
إن الحل الوحيد لأزمتنا التاريخية كأمة إنما هو انتزاع السلطان من أيدي العملاء وإقامة حكم الله في الأرض من جديد، خلافة راشدة على منهاج النبوة، توحد عباد الله وتجاهد في سبيل الله وتحفظ حرمات الأمة… حينها فقط نفرض احترامنا على العدو قبل الصديق: «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
القرآن يُحرق بمباركة الحكومة الدنماركية
– مقتطفات معبرة من كلمة الأخ منذر عبد الله –
2019_03_29_Scandinavia_ACTV_RP.pdf