مع الحديث الشريف
حكمة الله في خلقه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تعالى» رواه البخاري ومسلم.
جاء هذا الحديث الشريف صريحًا أن الغاية من إرساله صلى الله عليه وسلم هي نشر رسالة الإسلام، وأن يقر البشر بأن لا معبود إلا الله، وأنه عليه الصلاة والسلام رسولٌ من عند الله. وقد أمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من المسلمين بأن يقاتلوا من يقف أمام نشر رسالة الإسلام، ومن يمنع تطبيق أحكام الله. قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) [البقرة: 193].
وقد بيّن الله سبحانه وتعالى أن هؤلاء الطواغيت على باطل، قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ) [محمد: 3]، وبيّن أن سبب القتال هو أن يكون الدين لله سبحانه وتعالى، وأن تكون الحاكمية له وحده عز وجل.
وقد ذكر الحديث الشريف حق الشهادتين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهذا كناية عن تطبيق الشرع في كافة مجالات الحياة ليعصم المرءُ نفسه وماله إلا بحق الإسلام مما فرض عليه من صدقات ونفقات وجهاد بالنفس والمال.
وها نحن المسلمين في هذه الأيام نحكم بغير الإسلام، ونُكره على أعمال الكفر أحيانا وعلى معصية الله أحيانا أخرى بما يوافق هوى الحكام الذين يعبدون الطاغوت وما يصور لهم الشيطان.
ألا إنه شتان بين شرع الناس وشرع رب الناس، ولن يدوم هذا الحال وما أكرهنا عليه من قبل الظلمة والمفسدين في الأرض، فخاب فألهم، وطاش سهمهم، فإن الإسلام راجع لا محالة، إن الدين عند الله الإسلام، ولا بقاء لهذه الأهواء ولا دوام لهذه الشهوات.
نعم سنقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله … وأن محمدا رسول الله
أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.