بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني “بتصرف” في “باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا”.
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من حمل علينا السلاح فليس منا“.
تعالوا ندفن الماضي، ونترك ما حدث ونرتفع عن هذه المآسي وكفى المسلمين ما حدث من قتلهم لبعضهم بعضا، فقد أصبح واضحا لجميع من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أن قتل المسلم لأخيه المسلم حرام شرعا ويساويه ويعادله دخول جهنم ليخلد فيها وغضب الله ولعنة الله عليه وعذابا شديدا. قال تعالى: “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما“. فوالله إن هذه الآية لوحدها كافية لأن تجعل المسلم يفر من القتل كفراره من الموت. كافية لأن تجعل عثمان رضي الله عنه يقول: “كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل”.
أيها المسلمون:
رغم هذه الصورة السوداء التي تفرض على العين رؤيتها، عندما نشاهد بعض الجنود وهم يقومون بهذه الجريمة العظيمة، ينهالون على المسلمين الأبرياء بالعصي والهراوات ضربا حتى الموت، أو بإطلاق النار عليهم قتلا أو تعذيبا أو غير ذلك، رغم بشاعة المشهد، إلا أننا نخاطبكم ونذكركم بهذه الآية وبهذا الحديث، “من حمل علينا السلاح فليس منا“. ونقول لكم: إن مهمتكم أن تقاتلوا أعداء الله وأعداء الدين دفاعا عنه وعن المسلمين، لا أن تقتلوا المسلمين دفاعا عن أعداء الدين. انظروا كيف قلبت الصورة، انظروا ماذا تفعلون، اتقوا الله في أعمالكم، اتقوا الله في موالاتكم لحكامكم، اتقوا الله وكفوا قتلكم لإخوانكم، عودوا إلى ربكم انصروا دينكم، فحزب التحرير ينتظر منكم ما انتظره الرسول صلى الله عليه وسلم من الأنصار، بعد أن كانوا متقاتلين فيما بينهم، بعد أن كانوا الأوس والخزرج، أصبحوا الأنصار الذين نالوا ما لم ينله أحد من الخير، بعد أن أعطوا النصرة للرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فعزّ بهم الدين، ورضي الله عنهم ورضوا عنه. فهل نسمع خبرا عاجلا بإعطائكم النصرة لهذا الحزب العريق الذي يعمل في الأمة منذ سنين؟ نرجو الله أن يكرمكم بهذا الفضل، فتكونوا أنصار الخلافة الثانية كما كان الذين من قبلكم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم