بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب الصدق في البيع والبيان
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا”
الشرح
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بِوَرِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا أَيْ بَيَّنَ كُلُّ وَاحِدٍ لِصَاحِبِهِ مَا يَحْتَاجُ إِلَى بَيَانِهِ مِنْ عَيْبٍ وَنَحْوِهِ فِي السِّلْعَةِ وَالثَّمَنِ وَصَدَقَ فِي ذَلِكَ، وَفِي الْإِخْبَارِ بِالثَّمَنِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِالْعِوَضَيْنِ، وَمَعْنَى (مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا) أَيْ ذَهَبَتْ بَرَكَتُهُ وَهِيَ زِيَادَتُهُ وَنَمَاؤُهُ.
أحبتنا الكرام: إن المسلم التقي هو الذي يجعل مقياس أعماله الحلال والحرام ولا يقيس إلا بمقياس الشرع ولا يكيل بمكيال غيره، فهو الذي لا يقبل أن يطعم نفسه أو يطعم أهله من حرام، هو الذي يتقي النار ولو بشق تمرة، وهو من يجعل أحكام الله تقوده في كل مناحي الحياة بكل تفاصيلها ما جل منها ودق، وهنا يُبرز الله التقي البر من الفاجر
فالتاجر كما في الحديث إن كان همه مرضاة الله جعل مخافة الله بين عينيه وتعامل كما يرضيه فلا يغش ولا يبخس ولا يغلو، بل يبين ما في سلعته من عيوب كما يبين ما فيها من ميزات وبعدها يترك المشتري وما يختار
إن التاجر التقي هو ذلك المسلم الذي يجعل القيمة المادية مرتبطة بالقيمة الروحية ولا يفصلهما لينمي ماله بمخالفة شرع الله .. وهو من لا يقبل إلا أن يكون من الأتقياء البارين لا من الفجار .