Take a fresh look at your lifestyle.

هل يتكرر السيناريو المصري في الجزائر؟

 

هل يتكرر السيناريو المصري في الجزائر؟

 

 

الخبر:

 

توالت التحذيرات من ناشطين مصريين وعرب، للشعب الجزائري، عقب الإعلان عن استقالة بوتفليقة من التفاف المؤسسة العسكرية على إرادتهم، وتكرار السيناريو المصري من جديد. وغرد الناشطون عبر موقع التواصل الإلكتروني “تويتر” محذرين وناصحين الشعب الجزائري لتلافي مصير الثورة في مصر، خوفاً من ظهور “سيسي” آخر في الجزائر.

 

التعليق:

 

لقد انطلقت الاحتجاجات في الجزائر – كما في أخواتها في بلاد الثورات – بشكل عفويّ وكردّة فعل طبيعية على الظلم والقهر السياسي والاقتصادي الذي مارسه النظام الجزائري على أهل الجزائر، حيث يستأثر بوتفليقة وزمرته بالحكم والمال، بينما يعاني النّاس ضنك المعيشة من فقر وغلاء وبطالة وعدم القدرة على شراء الحاجات الأساسية والضرورية مع أنّ البلد غني بثرواته وخاصة النفط والغاز، ورغم اعتلال صحة بوتفليقة وعجزه عن الحركة والكلام أعلن عن نيته الترشح لولاية رئاسية خامسة، فكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير فخرج النّاس غاضبين إلى الشوارع مطالبين بإسقاط النظام.

 

وكعادتها تحاول الدول الغربية الاستعمارية ولا سيما بريطانيا وأمريكا ركوب موجة الثورات وحرفها عن مسارها، وصبغها بصبغة العلمانية وطمس أي شعارات إسلامية ترفع فيها، وذلك سعياً منها للحفاظ على نفوذها في بلاد الثورات أو إيجاد نفوذ لها في هذه البلاد، سواء بالإبقاء على عملائها في الحكم كما هو الحال في سوريا أو استبدال آخر به يكون أكثر جرأة ووقاحة في محاربة الإسلام وأحكامه كما هو الحال مع السبسي في تونس، وأشدَّ فتكاً وبطشاً بالنّاس كما هو الحال مع السيسي في مصر، وهذا ما يخشاه النّاس أن يتمَّ تكرار النموذج المصري في الجزائر بعد استقالة بوتفليقة ويتسلَّم العسكر الحكم، حيث أجريت انتخابات في مصر بعد تنحي مبارك وتولى مرسي الحكم كأول رئيس “مدني” ليتمّ الانقلاب عليه بعد عام وتصبح مصر تحت حكم العسكر، ويُحكم أهلها بسياسة الحديد والنّار.

 

إنّ رسالتنا لإخواننا المنتفضين في الجزائر هي أن لا يسمحوا بالالتفاف على ثورتهم، فلا يقبلوا بتغيير الوجوه دون تغيير النظام العلماني الحاكم، ولا يسمحوا ببقاء النفوذ الاستعماري في بلادهم باستبدال عميل بآخر مع بقاء يد المستعمرين هي المتحكمة. وأن يجعلوا قضيتهم هي الإسلام ودولة الإسلام “الخلافة على منهاج النبوة” ففي هذا عزّ الدنيا والآخرة، وفي ذلك خلاص حقيقي من الظلم والضنك والشقاء الذي تحياه الأمة في ظلِّ هذه الأنظمة القمعية الظالمة ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير

براءة مناصرة

 

 

2019_04_05_TLK_2_OK.pdf