الديمقراطية نظام يعتني بالأقلية القوية على حساب عامة الناس
الخبر:
نشر موقع (سكاي نيوز عربي، الجمعة، 22 رجب 1440هـ، 2019/03/29م) خبرا قال فيه: “رفض مجلس العموم البريطاني، الجمعة، الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي. وذلك للمرة الثالثة. ما يزيد من احتمالات خروج بريطانيا من التكتل “بدون اتفاق” أو تأجيل العملية برمتها لفترة طويلة.
ورفض النواب البريطانيون الاتفاق الذي تم التفاوض عليه مع قادة الاتحاد الأوروبي العام الفائت بـ344 صوتا مقابل 286 صوتا في جلسة طارئة في مجلس العموم.
من جانبها، وصفت ماي رفض النواب لخطتها، بـ”الأمر الخطير”، مضيفة: “الأمر مؤسف بشدة، لأنه مجددا لم نتمكن من دعم الخروج من الاتحاد الأوروبي بطريقة منظمة”.”.
التعليق:
لم تكن مقامرة استفتاء كاميرون رئيس وزراء بريطانيا السابق تهدف مطلقاً إلى إعطاء خيار حقيقي للشعب البريطاني بشأن قرار سياسي رئيسي كهذا. مثلما يتم دائماً تحديد السياسة الخارجية والاقتصادية من النخبة الرأسمالية البريطانية، وذلك لمصلحتهم في المقام الأول، فإن علاقة بريطانيا المعقدة بأوروبا لم تكن على وشك أن تقررها غالبية الناس العاديين، الذين لم يدرس معظمهم القضايا السياسية والاقتصادية المعقدة على الإطلاق.
لقد كانت الديمقراطية وستظل دائماً نظاماً يعتني بالأقلية القوية على حساب عامة الجماهير التي تخشى أن تتغلب عليها.
إن وظيفة تيريزا ماي بعد مقامرة كاميرون التي جاءت بنتائج عكسية، كعضو محافظ أزرق حقيقي في المؤسسة، هي ضمان مصالح النخبة الرأسمالية البريطانية، في الوقت الذي تبدو وكأنها تناصر رغبات الشعب على نحو فعال لتخريب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع عدم الكشف عن ذلك لزملائها الأوروبيين، ما يمكن أن يعمق الفجوة وحتى يفكك حزب المحافظين بشكل لا رجعة فيه.
إن الانقسامات في بريطانيا حقيقية، وقد تعكس الانقسام الأعمق داخل المؤسسة نفسها. الثابت الوحيد هو أن مصالح الناس العاديين سوف يستمر تجاهلها بينما تتشاحن نخبة الأثرياء فيما بينها، وتلعب لعبة خداع رائعة على عامة الناس، الذين اعتقدوا بسذاجة أنه سيتم منحهم حقاً الاختيار.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
النذير العريان