بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب القراءة في العشاء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي بتصرف في “باب القراءة في العشاء”
وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث قال: حدثنا ابن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال: صلى معاذ بن جبل الأنصاري لأصحابه العشاء فطول عليهم فانصرف رجل منا فصلى فأخبر معاذ عنه فقال إنه منافق فلما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما قال معاذ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أتريد أن تكون فتانا يا معاذ إذا أممت الناس فاقرأ بالشمس وضحاها، وسبح اسم ربك الأعلى، واقرأ باسم ربك والليل إذا يغشى“.
أيها المسلمون:
ليس غريبا أن يخاطب رسولنا الكريم معاذا بهذه الطريقة، فقد كان عليه الصلاة والسلام حريصا كل الحرص على أمته، فلم يترك أمر خير أو شر إلا وبينه لها، فقد أدى الرسالة ونصح للأمة وتركها على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها. ولكن ما يلفت النظر في هذا الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتبر الإطالة في صلاة العشاء فتنة، خاف منها على أمته، فتدارك الأمر مباشرة مع معاذ رضي الله عنه، وقالها له بكل وضوح: ” أتريد أن تكون فتانا يا معاذ”؟
أيها المسلمون:
إذا كان رسولكم الكريم قد سمّى إطالة الصلاة فتنة، خشية أن يفتر المسلمون ويبتعدوا عن دينهم، فماذا تقولون بمن يعمل ليل نهار لفتنة المسلمين وإبعادهم عن دينهم؟! ماذا تقولون لمن يمكر بالمسلمين ويحوك لهم المكائد؟ ماذا تقولون في من يتحالف مع أعداء الأمة ضدَّ الأمة؟! ماذا تقولون لمن يقف في وجه من يقول “لا إله إلا الله محمد رسول الله”؟ ماذا تقولون في من يحارب المسلمين جهارا ونهارا، سرا وعلانية؟! أي فتنة هذه؟ وأي عذاب ينتظر من تولى كبر هذه الجرائم؟!!! فحسبنا الله ونعم الوكيل.
إنها لكبائر هذا العصر، وإنها ستزول بإذن الله قريبا، وإنها لخلافة على منهاج النبوة، فشدوا العزم وارفعوا الهمم وغذوا السير واعملوا مع العاملين لإقامتها وأبشروا فإن وعد الله لآت.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم