Take a fresh look at your lifestyle.

رفع الأجور هو جزء يسير من حقوق أهل مصر المنهوبة وليست منة من السيسي عليهم ولا إنجازا يحسب له ليكتسب تأييدهم

 

رفع الأجور هو جزء يسير من حقوق أهل مصر المنهوبة

وليست منة من السيسي عليهم ولا إنجازا يحسب له ليكتسب تأييدهم

 

 

الخبر:

 

نقلت القدس العربي في 2019/4/2م، قول جابر طايع المتحدث باسم وزارة الأوقاف المصرية، في معرض حديثه عن الإسراء والمعراج، إن “معجزة ليلة الإسراء والمعراج تتحقق في الأعوام جيلاً بعد جيل”، مضيفاً: “اليوم بعد ضيق وشدة بدأت الانفراجة وشاهدناها عبرة في قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة برفع الأجور، كذلك كانت رحلة الرسول عليه الصلاة والسلام من المسجد الحرام للمسجد الأقصى، بعدما تكالبت عليه الكُرب جاءه الفرج”

 

التعليق:

 

قمة السفه أن يصور عالم ممن يجب عليهم قيادة الناس للمطالبة بحقوقهم منح الحاكم فتات موائده للناس على أنه منة وفضل ومعجزة، مع يقيننا أن المعجزة تتحقق فعلا في خروج شيء من بين يدي حاكم مصر لشعبها الكادح المغلوب ولو كان على سبيل الرشوة قبل الاستفتاء المزمع على تعديل الدستور بما يبقيه في الحكم حتى عام 2034م، ورغم ذلك فتلك الزيادة في الأجور نعلم تماما أنه سيقابلها زيادة في أسعار السلع والخدمات وسيلتهمها التضخم المتزايد باطراد، فماذا سيفعل أهل مصر بهذا الفتات الذي يلقى إليهم مقابل ما يتحملون من أعباء قروض لا تحتاجها مصر ولا ينالون منها شيئا؟! ثم يأتي رويبضة ممن ألبسوهم العمائم وأسموهم علماء فيعتبر هذا الفتات إنجازا ومعجزة يساوي بينها وبين الإسراء والمعراج، بلا حياء من الله ولا حتى من الناس!!

 

هذه هي البطانة التي تصلح مع هذا النظام الفاسد وتنسجم مع نفعيته جوقة من المنافقين الذين أدمنوا التطبيل والرقص على كل الحبال والتلون بكل الألوان التي يريدها الحكام وسادتهم.

 

يا علماء الأزهر! أليس فيكم ولا بينكم رجل يغار على دينه ويغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟! أن يساوى بحاكم عميل للغرب يحكم بلادكم جبرا بقوانين الغرب وديمقراطيته التي تخالف الإسلام في أصلها وفصلها جملة وتفصيلا، وهل يمنح الله معجزة لرجل يحكم بغير شرعه ويعلن الحرب على دينه؟! وهل منح الناس فتاتا مما هو من حقوقهم أصلا يستحق المدح والثناء ويعد من إنجازات هذا الحاكم؟! ورحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي لم يبتنِ لنفسه قصرا ولا عاصمة إدارية ذات أسوار ولم يشترِ لنفسه ناقة ولا فرسا ولا محملا لأمير المؤمنين وإنما كان يفترش الأرض ويلتحف السماء، وكانت خزائن الدنيا كلها بيده يوزع على الناس ولا يزيد لنفسه عليهم، حتى قال أحدهم ذات مرة جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين، فقال: “ما بال أقوام نعطيهم حقوقهم فيظنونها منة منا عليهم؟”، إن الأموال التي ينفقها السيسي على عاصمته الجديدة وقصوره وطائراته الرئاسية وغير ذلك هي أموال أهل مصر. وما يعدهم به ويمنيهم من زيادة في الأجور قد لا تتحقق، ولو حدث فهي ضائعة في ظل قراراته الكارثية التي يتحملها ويرزح تحت أعبائها أهل مصر الكادحون، وواجبكم أنتم أيها العلماء أن تقودوا هؤلاء البسطاء للمطالبة بحقوقهم كاملة، تلك الحقوق التي ينهبها الحكام والتي تمنح للغرب الكافر بلا ثمن ليرضى عنهم ويدعم بقاءهم على كراسي الحكم التي نخر فيها السوس.

 

إن واجبكم الحقيقي أيها العلماء أن تطالبوا بتحكيم الإسلام الذي تعرفون كاملا من خلال دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ضامنة العدل وأداء الحقوق كاملة لأهل مصر وغيرهم كافة، بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الطائفة، فاحملوا الدعوة إليها مع العاملين وحرضوا المخلصين من أبناء جيش الكنانة على نصرة العاملين لها الواصلين ليلهم بنهارهم لإقامتها عسى الله أن يكتبها على أيديكم وأيديهم فتنير صحائفكم يوم تلقونه فتفوزوا فوزا عظيما، نسأل الله أن يكون قريبا وأن نكون من جنودها وشهودها.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر