Take a fresh look at your lifestyle.

إرهاب كيان يهود لأبناء فلسطين لن ينهيه إلا الخلافة (مترجم)

 

إرهاب كيان يهود لأبناء فلسطين لن ينهيه إلا الخلافة

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في يوم الجمعة الموافق الخامس من نيسان/أبريل، والذي يصادف يوم الطفل الفلسطيني، أصدرت جمعية الأسرى الفلسطينيين بياناً قالت فيه بأن ما لا يقل عن 6000 طفل فلسطيني قد سجنهم كيان يهود منذ عام 2015، وأن 98٪ من الأطفال الذين كانوا محتجزين تعرضوا لإيذاء نفسي و/ أو جسدي أثناء احتجازهم. ويشمل هذا الاعتداء والتعذيب والضرب، والحرمان من الطعام والماء لساعات، والحرمان من النوم، والإذلال، والتهديدات بالاعتداء الجنسي والتهديدات ضد أسرة الطفل. غالباً ما يُحرم الأطفال من الحق في حضور أحد الوالدين أو الوصي أثناء الاستجواب، أو حتى زيارات الأسرة خلال فترة سجنهم. كما يلقى القبض على العديد منهم بوحشية أثناء المداهمات الليلية لمنازلهم لإحداث أقصى قدر من الرعب. قام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتوثيق 336 مداهمة ليلية نفذتها قوات يهود في كانون الثاني/يناير 2018 وحده. بالإضافة إلى ذلك، ذكرت جمعية الأسرى الفلسطينيين بأن سلطات يهود احتجزت العشرات من القُصَّر بعد إطلاق النار عليهم وجرحهم عمداً، بينما تعرض عشرات آخرون للاعتقال المتكرر في غضون شهر، لا سيما في أوقات التوترات المتصاعدة أثناء أحداث الأقصى واحتجاجات باب الرحمة في آذار/مارس من هذا العام.

 

التعليق:

 

وفقاً للجنة شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية ومقرها رام الله، يبلغ عدد الأطفال الفلسطينيين المسجونين حالياً عند كيان يهود 250، بينما ذكرت منظمة الدفاع عن الأطفال الدولية – فلسطين أن ما بين 500 و700 طفل فلسطيني يحاكمون في المحاكم العسكرية لكيان يهود كل عام. غالباً ما يكون الاعتقال والسجن بسبب أفعال بسيطة كإلقاء الحجارة على المحتل المغتصب للأرض، ما تصفه سلطات يهود الجبانة بأنه “جريمة أمنية” يمكن أن تصل الآن عقوبتها إلى السجن مدة 20 عاماً. وفي وقت سابق من هذا الشهر، ظهرت لقطات لجنود يهود وهم يرهبون ويحتجزون صبيا فلسطينيا يبلغ من العمر تسع سنوات، يدعى زين إدريس، من مدرسته في الخليل ويحاولون اعتقال شقيقه البالغ من العمر سبع سنوات، بزعم إلقائه الحجارة على مستوطن. وذكرت منظمات حقوق الإنسان والأطباء بأن إلقاء القبض على الأطفال الفلسطينيين وسجنهم ومعاملتهم بوحشية أثناء احتجازهم من كيان يهود الإجرامي جعلهم يعانون من العديد من المشكلات النفسية والسلوكية، بما في ذلك الكوابيس والأرق وتراجع التحصيل الدراسي. يُترك الآخرون خائفين للغاية حتى من الذهاب إلى المدرسة أو اللعب مع أصدقائهم في الحي. كل هذا بالطبع بالتوازي مع استمرار أعمال العنف والمجازر التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون على أيدي المحتل. ووفقاً لوزير الإعلام الفلسطيني، قُتل ما لا يقل عن 83 طفلاً فلسطينياً على يد كيان يهود منذ عام 2017.

 

كل هذا بالطبع مخالف لكل القواعد والقوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل؛ إنها ضد كل قيمة إنسانية وأخلاقية في معاملة القاصرين. ومع ذلك، من يتوقع حقاً أن تتخذ أية دولة حالية أو الأمم المتحدة أو أية هيئة دولية موقفاً موثوقاً به لوضع حد لهذا الإرهاب الذي يرتكبه كيان يهود بحق الأطفال في الوقت الذي يمنحونه الحرية في تنفيذ جرائمه وذبحه المسلمين في فلسطين لعقود دون عقاب؟ إنهم يدركون تمام الإدراك أن مثل هذه الأساليب الهمجية يستخدمها كيان يهود لإرهاب جيل المستقبل من المسلمين الفلسطينيين لإخضاعهم وجعلهم خائفين للغاية من مواجهة المحتل. إنها أجندة تشترك فيها جميع حكومات العالم الحالية لأنها تتفق مع مصالحها في المنطقة التي تهدف إلى الحفاظ على هذا الاحتلال الوحشي وإزالة أية معارضة له.

 

علاوة على ذلك، زادت الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين العالم من وتيرة خيانتها للإسلام والمسلمين بالتعبير الصريح في الأشهر الأخيرة عن استعدادها لللتقرب من الكيان القاتل وحمايته من الأذى، وتكرار دورها كحارس شخصي وقوة دفاع لهذا الاحتلال. في شباط/فبراير من هذا العام، أرسل وزراء خارجية السعودية والإمارات ودول الخليج الأخرى للقيام بمبادرة صريحة في احتضان محب لنتنياهو في مؤتمر في وارسو، فيما استضافت عمان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي قاتل المسلمين على أراضيها. وصرح أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات، بأن الدول العربية يجب أن تكون أكثر انفتاحاً على كيان يهود، وأن الدول العربية اتخذت “قراراً خاطئاً للغاية” في الماضي عندما قررت عدم وجود علاقات رسمية أو تواصل معه! وقد صرح يوسف بن علوي بن عبد الله، وزير الشؤون الخارجية في عُمان، في وقت سابق من هذا الشهر، “أعتقد أن علينا نحن كعرب أن نكون قادرين على البحث في هذه المسألة، وأن نسعى إلى تبديد هذه المخاوف لدى (إسرائيل) بإجراءات واتفاقات حقيقية بيننا نحن الأمة العربية وبين (إسرائيل) وبين من يدعمون (إسرائيل)… نريدهم أن يشعروا أنه لا توجد تهديدات لمستقبلهم”.

 

هل يوجد أي شك في أن إيجاد القيادة الإسلامية الحقيقية الصادقة “الخلافة على منهاج النبوة”، هي من سيمثل حقاً مصالح الإسلام والمسلمين، وهي من سيتمكن من وضع حد لهذا الكابوس الذي يعيشه أطفال فلسطين وأسرهم بشكل يومي؟ هذه الدولة هي وحدها التي ستحشد جيشها الهائل لتحرير كل شبر من هذه الأرض المباركة من هذا الاحتلال الوحشي وهي التي ستعيد الأمن والكرامة للمسلمين تحت ظل منعة حكم الإسلام كما رأينا في تاريخ الخلافة. إنه لمن المؤكد أن علينا كأمة مسلمة أن نرفض جميع الحلول الخاطئة لهذه الكارثة التي حلت بنا، لأنها لا تؤدي إلا إلى إطالة معاناة إخواننا وأخواتنا، وبدلاً من ذلك فإن الواجب علينا أن نركز كل اهتمامنا وطاقاتنا على إعادة إقامة هذه الدولة العظيمة.

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. نسرين نواز

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

2019_04_12_TLK_3_OK.pdf