الهدية التي يُجبر الطلاب على شرائها ثم إعطائها!
الخبر:
في عاصمة تركمانستان، عشق أباد، اضطر تلاميذ العديد من المدارس الثانوية إلى شراء كتب الرئيس غوربانجولي بيرديمحمدوف للمؤسسات التعليمية على نفقتهم الخاصة، حسبما ذكر راديو “آزادليك”. إذ قيل لطلاب المدارس الثانوية في الفصول 10 و11 إنه يتعين عليهم شراء كتب الرئيس وجعلها هدّية للمدرسة. وتم عمل قوائم من التلاميذ والكتب، والتي يجب أن يكتسبها كل منهم.
في 1 أيار/مايو القادم، سيتم افتتاح معارض دائميَّة لجميع كتب الرئيس في جميع المدارس الثانوية في العاصمة. وسيتم تثبيت هذه المعارض في مكان بارز للزائرين. وقرروا تكليف الطلاب بشراء هذه الكتب. وقد تم إعطاء مديري المدارس التعليمات المناسبة، إذ شرح أحد موظفي إحدى المدارس للصحفيين ذلك وقال بأن كل كتاب سيكلف حوالي 400 مانات (114.5 دولاراً). وهذا مبلغ يثقل كاهل معظم العائلات التركمانية، خاصة بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الحالي في البلاد. (المصدر)
التعليق:
لقد ورد في مقدمة الدستور الذي اقترحه حزب التحرير والمستنبط من الإسلام:
المادة 178- تعليم ما يلزم للإنسان فـي معترك الـحياة فرض على الدولة أن توفره لكل فرد ذكراً كان أو أنثى فـي الـمرحلتين الابتدائية والثانوية، فعليها أن توفر ذلك للجميع مجاناً، وتفسح مـجال التعليم العالي مـجاناً للجميع بأقصى ما يتيسر من إمكانيات.
المادة 180- يـمنع استغلال التأليف للتعليم فـي جـميع مراحله، ولا يـملك أحد مؤلفاً كان أو غير مؤلف حقوق الطبع والنشر إذا طبع الكتاب ونشره. أما إذا كان أفكاراً لديه لـم تطبع ولم تنشر فيجوز له أن يأخذ أجرة إعطائها للناس كما يأخذ أجرة التعليم.
هذا هو القانون الذي وضعته الشريعة الإسلامية عن التعليم. والمدارس هي المكان الذي يُربي الشخصيات الإسلامية التي تعيش وفق الإسلام. وكذلك تُزَوِّدُ المدارس الناس بالعلوم والمعارف المتعلقة بشؤون الحياة. أما حالنا اليوم في مدارس وجامعات تركمانستان ودول آسيا الوسطى فحدّث ولا حرج: الرشوة بين الطلاب والأساتذة، وبين المديرين والموظفين، وإجبار الطلاب على شراء كتب رئيس الدولة، وإجبار الطلاب والمعلمين على مهنة الحقول حين الحصاد، وطلب جمع نفايات المعادن…
وفي الوقت نفسه، وفقاً للمراقبين من تركمانستان، يشعر الكثير من أولياء أمور خريجي المدارس الثانوية بالقلق حالياً من تدني مستوى المعرفة لدى أولادهم. (أخبار راديو آزادليك).
قال رسول الله e: «صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ، وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ: الْعُلَمَاءُ وَالأُمَرَاءُ».
أمراؤنا الذين يتولون أمر الرعية لا يهتمون لشؤونها لأنّهم غدّارون وخائنون ولذلك يخدمون ليلا ونهارا لتعقيد أحوالها. وعندما نسلط الضوء على برنامج التعليم الذي أُسس على الأساس العلماني ندرك أنّ الطالب الذي يتخرِّج من المؤسسات التعليمية العلمانية ليس عنده العلم الذي ينفعه في معيشته ولا العلوم الدنيوية التي يكسب بفضلها لقمة العيش. ولذلك يهاجر الكثيرون للبلدان المتقدمة ويشتغلون حتى في الأعمال الممنوعة. ونتيجة لذلك ستبقى الأمة تعيش الفقر رغم امتلاك بلادها لثروات مادية ضخمة والأراضي الخصبة الشاسعة. والتلفزيون التركماني رغم ذلك لا يبث سوى برامج ملونة تحكي عن العيش المريح وعن سكان في قمة السعادة ولا تعكس حقيقة جمهورية تركمانستان التي يعيش أهلها تحت الفقر والظلم، ورئيسها مشغول بترغيب رعيته بهواياته المختلفة بدل أن يحل مشاكل البلاد!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مخلصة الأوزبيكية