Take a fresh look at your lifestyle.

يا أهل السودان فلتكن الخلافة مطلبكم

 

يا أهل السودان فلتكن الخلافة مطلبكم

 

 

الخبر:

أعلن وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف، الخميس، “اقتلاع النظام” والتحفظ على رئيس البلاد عمر البشير “في مكان آمن”، وذلك بعد موجة احتجاجات مستمرة منذ كانون الأول/ديسمبر 2018. وفي بيان تلاه على التلفزيون الرسمي، قال بن عوف “أعلن أنا وزير الدفاع اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه في مكان آمن واعتقاله”، منتقدا “عناد النظام” وإصراره خلال الأشهر الماضية على “المعالجات الأمنية” في مسألة الاحتجاجات الشعبية. (سكاي نيوز)

التعليق:

إن المتتبع لأحداث الشارع السوداني منذ نهايات العام الماضي حتى هذه اللحظة يرى من خلال أحداثها ما يحصل فعلا بشكل واضح وصريح، فمنذ أن خرجت الجماهير الحاشدة إلى الشوارع سيرا على خطا إخوانهم في باقي البلاد التي سبقتها في الثورة فيما سمي بالربيع العربي، فنادوا بإسقاط النظام الذي حكمهم دهرا من الزمن، فمنذ ذلك الوقت والواضح أن النظام سيسقط وما ذلك إلا مسألة وقت لا غير حتى ينضج البديل الذي يرضي الغرب ويسير على نهج من قبله، وهنا يجب علينا أن نتعلم ما فاتنا في باقي الثورات التي انتهت إلى ما انتهت إليه من تونس إلى مصر وحتى بلاد الشام، فنتنبه إلى البديل الذي تريده الشعوب في مقابل البديل الذي أعده لهم الغرب لإسكاتهم والتحايل عليهم، فإن حزب التحرير وشبابه ومنذ اليوم الأول قد عرضوا للناس البديل الذي يرضيهم ويرضي خالقهم من قبلهم، ألا وهو تغيير النظام بشكل جذري شامل ليحل محله نظام إسلامي خالص وهو نظام الخلافة.

إن شعبنا في السودان قد خرج بعد أن وصل الحد إلى ما لا يطاق، فصاحوا بأعلى صوتهم يريدون تغيير النظام وإسقاط الحاكم وزمرته، فخرجت الجماهير إلى الشوارع في مظاهرات سلمية في الأحياء والميادين، وكعادة الأنظمة في العالم كله تصدت الحكومة السودانية لهذا الحراك بكافة الوسائل الممكنة لديهم، فعندما أيقن النظام في السودان بأن الشعب قد عزم على تحقيق غايته وخلع نظامهم سارعوا لإسكات الناس وتخديرهم بأعمال ترقيعية منتظرين أن يسكت الناس أو يهدؤوا حتى يتم إنضاج البديل المناسب المقبول عند عامة الناس الذين لا قيادة ترشدهم ولا بوصلة تهديهم، فيذوق الناس بعدها مرارة البديل الأسوأ الذي لا يخرج عن عباءة النظام الحالي إن هم رضوا بهذا الحل، أما إن لم يرضوا بهذا البديل فيكون عليهم عندها أن يذوقوا مرارة الحل العسكري الذي استخدمته الأنظمة العميلة على شعوبها.

إن هذه الثورات التي خرجت من أجل طلب الحق الذي سلبه الحكام من شعوبهم هي ثورات مباركة بلا شك، وبما أنكم يا أهل السودان تسيرون على طريق الحق والصواب وتسعون من أجل العدل على أساس شرع رب العالمين، فيجب عليكم أن تدركوا وتتعلموا ما فات غيركم حتى لا تقعوا فيما وقعوا هم فيه، فيجب عليكم أن تدركوا أن الجيوش هم أداة التغيير وحماة الشعوب، وقد كان وقوف بعضكم أمام مركز القيادة العسكرية في الجيش السوداني دلالة واضحة على إدراكهم قدرة الجيش على التغيير، ولكن الجيوش إن تركت لتختار ما تمليه عليهم مصالحهم وميولهم أو تبعيتهم، فإنها لن تحقق الغاية التي خرجوا من أجلها ولن يصلوا إلى التغيير المنشود، فلا بد أن يملي الناس على الجيوش إرادتهم حتى يتسنى لهم الخيار والانحياز إلى الأمة التي ينتمون إليها، على أن التغيير الحقيقي الذي يجب أن تنشده الأمة فيكون مطلبها الحقيقي هو الانعتاق من هيمنة الغرب الكافر والخضوع لشرع رب العالمين الذي فيه نجاتنا وفوزنا في الدنيا والآخرة.

وأخيرا يا شعبنا وإخوتنا في السودان، شدوا العزم ولا تضيعوا جهودكم بلا نتيجة ترضي رب العالمين، فلتكن الخلافة مطلبكم وليكن الانعتاق من الغرب وهيمنته هو هدفكم، وليكن الجيش هم طريقكم لتحقيق هذه الأهداف النبيلة، فتحققوا ما فشل فيه غيركم، حتى تخرج من عندكم نواة النور التي تحرر شعوب العالم كله فتنقذهم مما هم فيه من ظلمات، وها هو حزب التحرير وشبابه منكم ومعكم من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل، ونحن من يؤتمن جانبنا فصدقنا خير دليل على ذلك، فهل أنتم معنا ونحن معكم في هذا الهدف؟؟

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ماهر صالح – أمريكا

2019_04_13_TLK_3_OK.pdf