بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت، فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك رواه البخاري.
قوله: وخذ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك، يعني: اغتنم الأعمال الصالحة في الصحة قبل أن يحول بينك وبينها السقم، وفي الحياة قبل أن يحول بينك وبينها الموت، وفي رواية: فإنك يا عبد الله لا تدري ما اسمك غدا يعني: لعلك غدا من الأموات دون الأحياء. وقد روي معنى هذه الوصية عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه، ففي “صحيح البخاري” عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. وفي “صحيح الحاكم” عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك. وقال غنيم بن قيس كنا نتواعظ في أول الإسلام: ابن آدم اعمل في فراغك قبل شغلك، وفي شبابك لكبرك، وفي صحتك لمرضك، وفي دنياك لآخرتك، وفي حياتك لموتك .. وفي “الترمذي” عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: بادروا بالأعمال سبعا: هل تنظرون إلا إلى فقر منس، أو غنى مطغ، أو مرض مفسد، أو هرم مفند، أو موت مجهز، أو الدجال، فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر؟
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.