Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب تعاون المؤمنين

 

 مع الحديث الشريف

باب تعاون المؤمنين

    

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضا”.

 

حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن أبي بردة بريد بن أبي بردة قال: أخبرني جدي أبو بردة عن أبيه أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، ثم شبك بين أصابعه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا إذ جاء رجل يسأل أو طالب حاجة أقبل علينا بوجهه فقال: اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاء“.

 

من المعلوم بالضرورة أن الإسلام اهتم بعلاقات ثلاث وهي: علاقة الإنسان بنفسه، وعلاقته بغيره، وعلاقته بخالقه، ومن علاقاته هذه يتحدد دوره في هذه الحياة، فمطلوب منه أن يراعي موقعه في هذا الكون العظيم فيقف عليه، مطلوب منه أن يكون لبنة في هذا الصرح العظيم “الإسلام”، وأن يقف موقفا تجاه إخوانه من أبناء هذه الأمة، فينتفع بهم وينفعهم، وأن تكون هذه العلاقة مبنية على دفع الإسلام إلى الأمام، لا أن يقف مسلما وحيدا لا يعرف دوره المطلوب، فلا يمكن أن يكون الإسلام دون هذه المعادلة، كلنا من أجل الإسلام والإسلام من أجل كل واحد فينا، فالمسلم يشيد علاقته مع إخوانه على هذا الأساس، وبهذا يسود الإسلام والرحمة والتعاون والإخاء، على مستوى الفرد والمجتمع والأمة والدولة، فلا فرق بين فقير وغني، وعالم وجاهل، إلا بمقدار ما يحقق الإنسان من تقوى، خاصة على مستوى المعاملات، وهذه الناحية التعبدية الفريدة لا تظهر إلا في المجتمع الإسلامي الحق.

 

 أيها المسلمون:

 

أما وقد أصبح المبدأ الرأسمالي متحكما في مفاصل العلاقات بين المسلمين، أما وقد سادت الفردية والأنا في حياتهم وعلاقاتهم، فأصبح البعض يفكر على أساس “أنا ومن بعدي الطوفان”، فلم يعد غريبا أن نسمع أصواتا تقول: لماذا ضربت العلاقات الاجتماعية بين الناس؟! لماذا أصبح البعض يفكر على أسس مصلحية؟!

 

نعم أيها المسلمون: ما كان هذا ليحدث لولا وجود النظام الرأسمالي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بهمومه على كل الأصعدة. وما لم يعد الإسلام حاكما من خلال دولته، فستبقى العلاقات على أساس الإسلام صورة باهتة على مستوى بسيط جدا يتغنى بها بعض الأفراد، وسيبقى البنيان المرصوص صورة جميلة من صور التاريخ فقط.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم