بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا”.
حدثنا أصبغ قال أخبرني ابن وهب أخبرنا أبو يحيى هو فليح بن سليمان، عن هلال بن أسامة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا، كان يقول لأحدنا عند المعتبة ما له تَرِبَ جبينُهُ”.
إنها صفات نبيكم الكريم، صفات الإسلام العظيم، صفات أرادها لكم رب العالمين، صفات إذا التزم بها المسلم تحققت فيه معاني الإنسانية والرقي، فالإنسان بما يحمل من طيب الأخلاق والأفكار وإذا التزم بها فتحت أمامه قلوب العباد، فترى الإيمان ينتشر بين الناس بكلمة أو كلمتين. هكذا كان الإسلام يتوغل القلوب والعقول، فكم من مسلم ارتفع بدخوله هذا الدين بعد أن كان صفرا على هامش الحياة، أو قل ميتا يتحرك بحركة التيارات والرياح القوية، لتقذفه أينما تشاء.
أيها المسلمون:
كم يحتاج المسلمون اليوم إلى هذه الأخلاق الطيبة العظيمة؟ وكم يحتاج الغرب والناس إليها؟ أين الغرب وعلماؤه؟ أين مفكروه وسياسيوه، أين من يسمون بعلماء النفس وعلماء الاجتماع؟ أين العلماء الذين برعوا في فن التنظير للعلوم والمعارف والتربية؟ لماذا يخرس صوتهم عن تاريخ حافل من التربية والأخلاق والفقه والقيم والحضارة الزاخرة التي ما عرف التاريخ لها مثيلا؟ حضارة كاملة من العطاء والتضحية من أجل الآخر يا من تتحدثون عن الآخر لم تلقَ ذكرا واهتماما، في الوقت الذي تروجون فيه لحضارة الإيدز والأمراض التي ما عرفها التاريخ من قبل. حضارة في الكلام، حضارة في الثناء، حضارة في الدعاء والسلام، هل قرأتم أو سمعتم في حضارات الأمم السابقة واللاحقة عبارات مثل: بارك الله فيك، جزاك الله خيرا، السلام عليكم، وعليكم السلام، بسم الله، على بركة الله، رضي الله عنك، سامحك الله، سلمك الله، عافاك الله، ما شاء الله، رعاك الله، وغيرها الكثير الكثير، هذا هو ديننا، وهذه هي حضارتنا، فتيهوا فخرا أيها المسلمون بهذا الدين، واعملوا لإعادته إلى الحياة من جديد، من خلال دولته، دولة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، موعود رب العباد وبشرى النبي العدنان.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم