Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الصيام لا يسبق بيوم أو بيومين

 

مع الحديث الشريف

الصيام لا يسبق بيوم أو بيومين

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ”. سنن ابن ماجه

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يرشدنا إلى أمور يقع فيها بعض المسلمين إما جهلاً أو ظناً منهم أنهم يتقربون بذلك إلى الله تعالى ويزدادون تقوى بهذا الأمر؛ ألا وهو بدء الصيام قبل يوم أو يومين من بدء الشهر الكريم، قد يفعل المرء ذلك حتى يحتاط بصوم رمضان كاملاً من غير نقصان، أو حتى يدرب نفسه على الأمر قبل حلول الشهر، ولكن البعض الآخر يفعل ذلك لأنه اعتاد على صيام أيام معينة صادف أن تكون قبل شهر رمضان بيوم أو يومين.

 

من يفعل ذلك ظناً منه أو حرصاً على أن يبدأ الشهر في اليوم الصحيح فيسبق الصيام بأيام من الشهر السابق أو اللاحق فهذا أمر غير مقبول شرعاً لأسباب منها نهي هذا الحديث، وكون العبادة توقيفية لا يُزاد عليها ولا يُنقص، حتى لا يقع فاعل ذلك في البدعة الموقعة في الإثم العظيم، وهذا بمجمع الفقهاء في هذه المسألة. مع هذا أصبح هذا الأمر عادة عند بعض المسلمين، بعد أن أفسد الحكام علينا كل شيء حتى عباداتنا وعلى رأسها الصلاة والصوم، فتخبط الناس. 

 

أما من يفعل ذلك ليدرب نفسه على هذه العبادة، فكذلك لا يحق له بنص الحديث، فليست العبادة نوع من أنواع الرياضات الجسدية التي تحتاج إلى تحمية، وإنما هي عبادة خالصة لله تمزج فيها المادة بالروح، ولكل عبادة أركان وأحكام وشروط، لا يصح تجاوزها أو تعديها حتى لا نقع في الحرام، ما علينا إلا تنفيذها كما بلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

أما من يفعل ذلك لأنه اعتاد على الصيام في أيام معدودة صادفت أن تكون قبل هذا الشهر الكريم، فلا حرج في ذلك، والدليل هو نص الحديث الشريف هذا وغيره من الأحاديث الموافقة له.

 

الله نسأل أن يعيننا على قيام هذا الشهر وصيامه كما يحب هو ويرضى، وأن لا ننقص على أحكامه أو نزيد فنبتدع من بدع الشيطان، وأن يحررنا ممن أفسدوا علينا حياتنا وعباداتنا، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح