Take a fresh look at your lifestyle.

تحكيم شرع الله فرض شرعي ومطلب شعبي

 

تحكيم شرع الله فرض شرعي ومطلب شعبي

 

يقول الله سبحانه في سورة المائدة: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: 48-50]

ويقول الله تبارك وتعالى في موضع آخر في سورة النساء: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً﴾.

آيات بينات كريمات قاطعات لا تبديل لها ولا تغيير، ولا تفسير أكثر مما تنطقه الحروف والكلمات، ينبه الله فيها أن الحكم لله الحق، وكتابه هو الحق، وما جاء فيه هو الخير للبشرية جمعاء، ويحذر فيها رسوله الكريم أن لا يكون خصيما لأولئك الخائنين الذين يخونون الله ورسوله ويختانون أنفسهم.. فمن هم هؤلاء؟

إنهم أولئك النفر الذي قبلوا واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، قبلوا حكم البشر وقوانين وضعية وربوبية غير الله عز وجل، فاحتكموا لغير شرعه واهتدوا بغير هدي نبيه عليه الصلاة والسلام.

يتلوا المسلمون هذه الآيات ليل نهار، ولكن أغلبهم يمر عليها دون إمعان نظر في معانيها، ولذلك نجد منهم من يدعو لديمقراطية أو وطنية أو قومية أو غيرها من الأنظمة والقوانين ليحكم الناس بها، بل ويجعلها دساتير لهم يجرم من يخالفها، ولكن لا يحاسب من يحل الحرام أو يحرم الحلال ولا يقاضى من يأمر بالمنكر أو ينهى عن المعروف.

أليس الله هو الصادق القول الحق المبين القائل: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً﴾ ثم يأتي أحدهم ويقول مخاصما ومنافحا مدعيا علما وثقافة أُشربها من الشرق أو الغرب الذي يحارب دين الله، يأتي فيقول، إننا نريدها جمهورية وطنية أو مدنية أو قومية ديمقراطية، ليبرالية حرية وانفتاحية إباحية يريدونها مرة غربية على غرار فرنسا أو سويسرا أو شرقية شيوعية أو اشتراكية على غرار كوريا أو الصين، أو غيرها مما يظن أنهم على خير، وينسون أو يتناسون أن الشرق والغرب برأسماليتهم واستعمارهم، وبدكتاتورياتهم وجشعهم قد فتكوا بالمسلمين وفرقوهم وشتتوهم وجعلوهم مزقا وأشلاء لا قيمة لهم بين الشعوب، مختلفين ضعفاء منكسرين تابعين لهذا مرة ولذلك مرة لا يملكون زمام أمورهم ولا كلمة لهم ولا سلطان.

نعم هذا ما يريده لنا الأعداء، والله يريد لنا ولهم الخير، ففي هذا الكتاب الكريم كما وصف الله حق مبين، وصراط مستقيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فكيف نرضى استبدل الشر المستطير من أعدائنا بهذا الخير المستديم من ربنا؟

انظروا إلى ثورات الربيع العربي وحراكات الشباب في الجزائر وفي السودان، بل وفي كل مكان، تطالب بالتغيير، وتبديل الحال إلى ما هو خير، فلماذا إذن يصر الإعلام العربي في كل موضع أن يخدع الناس بأن يوهمهم أن مطالب الشعوب تقتصر على أمور دنيوية دنيئة مثل لقمة الخبز وخفض الأسعار وبطالة العمال. أليست كرامتهم وغيرتهم على دينهم وأعراضهم هي التي حركتهم؟ ألم يصدعوا بمطالبتهم بأن يكون السلطان لهم، والموالاة لدينهم وليس لأعدائهم؟! ونحن تؤكد لهم من هذا المقام أن لا خير لكم إلا في إسلامكم ولا إحسان إلا في دينكم، فانبذوا كل فكرة غريبة، وألقوا جانبا كل وجهة نظر تأتي من أعدائكم وارفعوا أصواتكم لله وانصروه ينصركم، ويثبت أقدامكم.

أيها الكرام خذوا مني هذه الأرقام وانتبهوا كيف يُقيِّم الغرب وضعكم ويستبين حالكم، وأنتم ربما غافلون أو لا تدركون ما يتربص بكم أعداؤكم:

استطلاعات من معاهد ومؤسسات غربية لحال المسلمين في أصقاع الأرض يدرسون أمنياتهم ومطالبهم.. وليس ما نراه في الإعلام في الجزيرة والعربية والسي إن إن أو البي بي سي.. وغيرها من وسائل الإعلام التي تضلل الناس ليل نهار..

وجد تقرير صادر في نيسان/أبريل 2007 عن جامعة ماريلاند بعنوان “الرأي العام الإسلامي حول السياسة الأمريكية”، وجد دعماً قوياً لإقامة دولة إسلامية واحدة والابتعاد عن القيم الغربية. يشير التقرير إلى أن “معظم المجيبين يعربون عن دعمهم القوي لتوسيع دَور الإسلام في بلادهم… تدعم الغالبية العظمى في معظم الدول أهداف طلب تطبيق صارم للشريعة، وترك القيم الغربية، وحتى توحيد جميع البلاد الإسلامية في دولة واحدة؛ الدولة الإسلامية”.

كشف مقال في مجلة إندبندنت، نُشر في عام 2015، أن البلدان التي حظي فيها الإسلام بالاحترام في القانون كان لها أكبر دعم لقانون الشريعة ليصبح القانون الرسمي للبلاد.

في استطلاع للرأي أجراه مركز بيو pew العالمي عام 2013 حيث أجرى مقابلات مع المسلمين في 39 دولة، وجد هذا الاستطلاع أن الأغلبية الساحقة في العديد من البلاد الإسلامية أيدت حقيقةَ أن الشريعة يجب أن تكون القانون الرسمي مع التركيز على ما إذا كان المسلمون يريدون قانون الشريعة ليكون القانون الرسمي والوحيد في بلدهم. وكانت النتائج كالآتي:

• 99٪ من المسلمين الذين تمت مقابلتهم في أفغانستان قالوا نعم. • 82٪ في بنغلاديش • 86٪ في ماليزيا • 72٪ في إندونيسيا • 86٪ في النيجر • 82٪ في جيبوتي • 71٪ في نيجيريا • في العراق كانوا 91٪ • في باكستان كانوا 84٪. الأردن 71%، مصر 74%، تونس 56% والمغرب 83% وبلغت النسبة 89٪ في المناطق الفلسطينية، ومثلها الجزائر وسوريا، حتى في روسيا بلغت النسبة 42% من المسلمين هناك يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية.

هذه أرقام تكشف حقيقة مدى حب المسلمين لدينهم وثقتهم بأنه هو المخلص لهم من كل هذه الشرور التي وقعوا فيها. وأنا هنا أنبهكم أن لا تنخدعوا بما يمليه عليكم الإعلام الموجه من أعدائكم ليحبطوا أعمالكم ويسرقوا ثوراتكم، ويميلوا بحراككم لينقلبوا عليكم كما فعلوا في اليمن وليبيا ومصر التي هلكت بالحروب وتحت حكم العسكر المتآمرين على الأمة الإسلامية جهارا نهارا.

لقد استبدلت بشريعة الله عز وجل قوانينُ وضعية وضعها الكفار، وفرضت على المسلمين منذ أكثر من مئة عام، والمسلمون يرزحون تحت أحكام قوانين وضعية تسومهم سوء العذاب والبطش والذل والمهانة، أفسدت عليهم حياتهم ومنعتهم من العيش حياة كريمة رشيدة ينظمها شرع الله تبارك وتعالى، قال الله تبارك تعالى: ﴿هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً﴾.

فلا تدافعوا عن أولئك المجرمين الذي يريدون أن تعودوا إلى حظيرة الغرب أو الشرق أذلاء تحت حكم طواغيت العملاء والرويبضات.

إن تقوى الله تبارك وتعالى وطاعة رسوله e تحتم على المؤمنين العمل لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة تحكم بالإسلام على منهاج رسول الله e ليتم تطبيق شرع الله وتنفيذ أمره ونهيه وتحليل حلاله وتحريم حرامه. ففيها صلاح أمرنا ورفعة شأننا وعزتنا وكرامتنا.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة – ألمانيا

2019_05_14_Art_The_the_law_of_Allah_is_a_legitimate_imposition_and_popular_demand_AR_OK.pdf