مع الحديث الشريف
تعجيل الفطور في رمضان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يَزالُ النّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلوا الْفِطْرَ” رواه البخاري ومسلم.
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يخبرنا هذا الحديث الشريف عن أمر قد يستهين به بعض الناس فيظنون أنه مما لا علاقة له بالتقوى ومحبة الله، فيدلنا هذا الحديث بأن نعجل الإفطار في شهر رمضان ونسعى لذلك لسبب واحد وهو أن هذه العبادة لها وقت معين وحال معينة فمتى ذهب وقتها ودخل وقت الإفطار فقد انتهى وجوب الصيام ووجب وقتها الإفطار حتى يكتمل عملنا وننال أجرنا وثوابنا بإذن الله سبحانه وتعالى.
فقد يظن ظان بأن تأخير الإفطار فيه أجر أكبر وفضل أكثر فهذا الحديث الشريف يبين لنا بأن الأفضل هو تعجيل الإفطار وعدم تأخيره لأسباب فيها ابتداع على الشرع الحنيف. فالإسلام يؤخذ كما هو فهو لا ينقصه شيء ولا يحتاج إلى زيادة، أما من أراد الزيادة فقد جعل الله لنا نوافل كثيرة فيها أجر كبير هي التي يجب علينا أن نتلبس بها برا بالأحكام الشرعية التي شرعها الله سبحانه وتعالى لنا.
فمن المعلوم من الدين بالضرورة أن العبادات تؤخذ وتقام كما قام بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكما أخبرنا بها الله سبحانه وتعالى في النصوص الشرعية فلا نزيد على ذلك شيئا ولا ننقص منه شيئا حتى لا نقع في معصية الله الخالق وهو وحده له الحق بأن ينقص أو يزيد على العبادات كما يحب، وإن هذا الحق ليس لنا نحن العباد، فليس لنا أن نجتهد في عبادة الله بشكل لم يأت به الشرع وإلا فإننا نكون قد وقعنا في المعاصي بحسن نية أو بسوء نية، فإن كان بعلم فإنه الافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي يطال صاحبه الإثم العظيم، وان كان بجهل فهو لتقصيرنا في فهم أحكام الله سبحانه وتعالى.
فالله نسأل أن نقيم هذا الدين وأن نعبد الله كما يحب ويرضى وأن يعيذنا من الجاهلين المبتدعين على ديننا الحنيف، إن ذلك ليس على الله بعزيز.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح