بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
نَفائِسُ الثَّمَراتِ
لتحل علينا بركة رمضان بإقامة دولة الخلافة
أيها المسلمون، أيها الصائمون القائمون: الحمد لله الذي بلغنا شهر رمضان المبارك هذا العام، وبما أننا نحب أن نجتهد في هذا الشهر في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى فحري بنا أن نتذكر سلفنا الصالح الذين اجتهدوا في هذا الشهر المبارك لتحقيق الانتصارات على أعداء الإسلام. فتحت ظل الحكم الإسلامي في الدولة الإسلامية، وتحت رماح جيشها حقق المسلمون الذين لا يخشون في الله لومة لائم انتصاراتٍ جمةً ضد أعدائهم حتى في الأوقات التي تفوق فيه عدوُّهم عليهم بالعدد والعدة. فانتصر المسلمون على المشركين في بدر، وفتحوا مكة المكرمة، وحرروا المسجد الأقصى من الصليبيين، وهزموا الغزاة التتار. وقد تمكنت الجيوش الإسلامية بقادتها السياسيين والعسكريين من قهر عدوهم العنيد، كل ذلك بسبب إصرارهم على الحق وعدم خشيتهم إلا الله سبحانه وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لاَ إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةَ).
إن الطائفة الظاهرة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الطائفة التي تتكون من المسلمين الشجعان، والذين يشكلون رجال وبطانة الدولة الإسلامية وجيشها، وفي زماننا الحالي حيث لا دولة للمسلمين فإن الطائفة الظاهرة هم أولئك العاملون لإقامة دولة الخلافة التي ستكون منهم جيشاً ينتصر على الأعداء، (اللهم اجعلنا منهم). وهي الدولة التي سيتحقق على يدها بشارات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بشر بها، سواء أكانت بشارة قتالنا ليهود وقتلهم، أم فتح روما، أم استقبال عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة كما ورد في الحديث الذي يقول بأن عيسى عليه السلام سيرجع وللمسلمين دولة وأمير! أي أن دولة الإسلام ستقوم بإذن الله وتستمر سنوات طوالا طوالاً، تحقق خلالها تلك البشارات، فيعز الإسلام والمسلمون، ويذل الكفر والكافرون، وتملأ سمع الدنيا وبصرها…
إننا في رمضان هذا بين خيارين: إما الاستسلام لما يفعله الحكام العملاء بنا، وما يترتب على ذلك من غضب الله علينا في الدنيا والآخرة. وإما أن نعمل بكل جهودنا للتخلص من هؤلاء الحكام الخونة بالعمل مع المخلصين الذين يعملون لإقامة دولة الخلافة، وما يتبع ذلك من الرجوع لسابق عهدنا المجيد كخير وأقوى أمة.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ