مع الحديث الشريف
زكاة الفطر
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ” فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس، صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، من المسلمين” رواه البخاري ومسلم.
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يخبرنا هذا الحديث الشريف بخاتمة هذا الشهر الفضيل، شهر الصيام والبركة والعبادة الخالصة لله تعالى، فقد فرض الله سبحانه وتعالى زكاة لفطرنا بمثابة كفارة تكفر عنا ما بقي من سيئاتنا وذلك للقادر عليها، وتعطى هذه الزكاة لمستحقيها قبل صلاة العيد حتى يفرحوا بها ويشكروا الله على نعمه.
ففي شهر رمضان يجود الناس بما عندهم من خير فترى الصدقات الكثيرة في الطعام والشراب حتى ترى أن الفقير قد استغنى، ولكن هذا الأمر قد لا يستمر إلى ما بعد رمضان، فحثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على أن نزكي من أموالنا إلى مستحقي الزكاة حتى يبقى الحال كذلك ويدوم، فيبقى الناس مستغنين غير محتاجين.
إن المسلمين قد ابتلوا هذه الأيام بعد أن غاب حكم الإسلام عنهم بأن أصبح بعضهم يعيش الحرمان والفقر والعوز حتى أصبحت أيامهم كلها صيام، ولا يوجد من يتفقدهم أو يقوم على حاجاتهم، في الوقت الذي تجد فيه غيرهم يتنعمون بنعم الله عليهم ويحرمونها غيرهم بقصد أو بغير قصد، فغالبية بلاد المسلين تعاني من الفقر والحرمان وعدم تفقد الميسورة أحوالهم للفقراء وعدم إعطائهم حقهم من الزكاة، فهذا أمر تقشعر له الأبدان فبعد أن كانت الزكاة تدفع لمستحقيها في ظل الدولة الإسلامية حتى مرت عصور لم تجد فيها من تعطيهم الزكاة، انقلب الحال بينا إلى أن نجد المستحقين كثر ولا يوجد من يعطيهم ما يستحقون بحق الله عليهم، فمن الناس من يمنع الزكاة ويخسر الخسران المبين، ومنهم من لا يجد من يستحقها فعلا فلا تصل إلى أصحابها ومستحقيها، ومن الناس من يلقيها ولا يأبه لمن تعطى وإلى من تصل، فهذا كله يعود على غياب المنظم الحقيقي لهذا الركن العظيم .
فالله نسأل أن يعجل لنا بأمثال عمر بن عبد العزيز وأمثال جده عمر بن الخطاب حتى يجمع الزكاة وينفقها على مستحقيها، وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا في هذا الشهر الكريم وأن يتقبل منا زكاتنا لهذا الشهر الفضيل.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح