العلمانيون البريطانيون يلومون المسلمين على تعصبهم الشديد
(مترجم)
الخبر:
صرح ديفيد إسحاق، رئيس لجنة المساواة وحقوق الإنسان في بريطانيا لصحيفة الأوبزيرفر بأن اللجنة ستكون على استعداد لاستخدام صلاحياتها القانونية لحماية تدريس قضايا المثليين في مواجهة معارضة الجماعات الدينية. وقال إسحاق: “كرجل مثلي الجنس كنت منخرطاً جداً في حركة المثليين، أعتقد أن سياسة الهوية كانت ذات أهمية كبيرة من الناحية التاريخية، وسيكون من السهل جداً القول إن سياسة الهوية قد قطعت شوطاً كبيراً”.
واقترح إسحاق بأن إيجاد أرضية مشتركة تتقبل فيها جميع الأطراف الخضوع للقانون الذي يحمي حقوق الأقليات من شأنه أن يساعد في إزالة الطبيعة “الثنائية” التي اجتاحت الكثير من النقاش الذي يدور حول سياسات الهوية.
“يرى الناس أنها لعبة محصلتها صفر، ورأيي هو أنه من الممكن تماماً تعليم مبادئ عقيدتك في المدرسة، لكن في الوقت نفسه قل “هذا الطفل يوجد لديه أُمّان”. نطلب منهم أن يحترموا خيار حياة شخص آخر أو الرغبة في حب شخص من الجنس نفسه”.
التعليق:
من ناحية، يتحدث مفوض حقوق الإنسان عن أهمية هويته الخاصة في تعريف نفسه بما يفضله في ميوله الجنسية، ولكن الآن وبعد أن عززت بريطانيا بقوة عقيدة المثليين المشوهة المنحرفة، تُشكل هوية الآخرين بصفتهم مؤمنين مشكلة بالنسبة لها. إن تعليقاته لا تكشف إلا عن فشل المبدأ والدولة العلمانية في خلق مجتمع يمكن للناس أن يعيشوا فيه في وئام.
جاء سياق تعليقاته على إثر التكرار المتزايد للمظاهرات خارج المدارس الابتدائية في بريطانيا التي تقوم بتدريس وتشجيع الأطفال الصغار جداً على الشك في جنسهم وإدخالهم في نقاشات حول جنسانيتهم. يحتل الآباء المسلمون مكانة بارزة في مثل هذه المظاهرات، ما يجعل معالجتها أمرا مقلقا للحكومة ووسائل الإعلام.
يُساق الشعب البريطاني ويُدفع للقبول بشكل منهجي بمثل هذه الإساءة للأطفال لإرضاء نزوات العلمانيين الأنانيين المصممين على فرض مبدئهم المشوه على الجميع. إن خطر محاولاتهم جعل الجندر والجنس وحتى البيولوجيا أمورا عائمة وغير محددة لا يقابله إلا الترويج لفكرة أن تكون الأخلاق والمعتقدات والقيم عائمة ومتقلبة على حد سواء.
إن الهدف الحقيقي من وراء الترويج المتزايد لليبرالية المثلية هو تحدي أي كره للعلمانية. ولكون أساس العلمانية متناقضاً بشكل ميئوس منه مع عدم وجود فرصة للتأليف بين الناس، كان عليهم بالمقابل تحريف النتائج العلمية، والكذب، واستخدام الترهيب لتخويف الناس من أجل قبولهم أجندتهم القمعية. إن المواطنة في بريطانيا تدوس على حقوق العرقيات الصغيرة، حيث تتفوق الأغلبية المزعومة على الجميع، رغم أن من يتلاعب بها في الواقع هم نخبة صغيرة لتحقيق مكاسب خاصة بهم.
والحقيقة هي أن الآباء المسلمين وغيرهم يرفضون فكرة أن جميع قيمهم يجب أن تكون عرضة للتغيير وفقاً لأجندة الحكومة ووسائل الإعلام التي تسعى لخدمة ذاتها والتي تمتاز بالتقلب الدائم، ومن هنا كانت الحاجة إلى وصف معارضتهم المنطقية الآن على أنها تتسم بعدم التسامح وبأنها تشكل تهديدا للوحدة الوطنية.
إن الفشل الحقيقي هو النظام العلماني الذي يكشف من جديد عن عدم قدرته على قبول اختلاف المعتقدات والقيم. وعلى الرغم من حقيقة أنه لا يمكن لأي شخص عاقل القبول بالعلمانية بسبب تناقضاتها العميقة المتأصلة، إلا أن أتباعها يتبنون تعصباً شديداً للآخرين الذين يعارضون الأغلبية المزعومة، ما يجبرهم على الخضوع للوحدة القومية التعسفية، حتى لا تتعرض تناقضات العلمانية للانكشاف بشكل يصيبها في مقتل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا