مع الحديث الشريف
الله يبسط رحمته للمستغفرين
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»( صحيح مسلم 5083)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يحدثنا هذا الحديث الشريف عن رحمة الله سبحانه وتعالى وعظيم مغفرته، فيخبرنا صلى الله عليه وسلم بأن الله تبارك وتعالى يبسط رحمته ليلا نهارا للعاصين حتى يتوبوا فيغفر لهم، ويبشرنا صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى لا يزال يتوب على العاصي إلى أن يشاء أن يقبض أرواحنا ويحاسبنا.
فما بال أقوام يعلمون بعظيم هذه الرحمة والمغفرة، ولا يسارعون لها، فيصرون على ضلالهم وغيهم، ألم يحن الوقت ليدركوا أن الله شديد العقاب وأن رحمته وسعت كل شيء؟! ألم يحن الوقت ليعلم عباد الله أن أمر الدنيا كله لا يساوي شيئا ويزهدوا فيها فلا يتمسكون بشيء لا محال زائل لا يعدل عند الله جناح بعوضة فما فوقها؟! إن علينا نحن المسلمين أن نسعى إلى ما هو أبدي غالي ونترك ما هو زائل فان، فنعود إلى الله راجين رحمته متمسكين بشرعه.
فالله نسأل أن يغفر لنا وأن يتقبل استغفارنا ويدخلنا جنته ويبعدنا عن عذابه، اللهم امين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح