مع الحديث الشريف
إحياء أرض ميتة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً، فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ، فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ“. (صحيح ابن حبان 5293)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر بحكم يتعلق بالأرضين من أحيا أرضاً ميتة أصبح صاحبها ومالكها، وله الحق فيها لما قام به من خير عظيم بإعمالها والاستفادة منها بما قد يعم غيره. الجميل في الحديث أنه يشير إلى الأرض بأنها ميتة، أي لا حياة فيها، وهنا معناه أن لا فائدة ولا إنتاج لها. والإحياء لا يحقق فائدة مادية فقط، بل ينال المرء أجرٌ عليه.
أما في الشطر الآخر من الحديث فقد أشار الحديث إلى أن أحياء الأرض قد يكون منه ما ينفع الناس والبهائم. هنا نستطيع أن ندرك أن الإسلام جاء وحث بما ينفع الناس وبما يحقق لهم الأجر من العمل، فكانت في أحكام الإسلام المنفعة المادية والمنفعة المعنوية بالأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.
الله نسأل أن يحفظ قرباتنا كلها في كتبنا ويجعل لنا فيها أجراً، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح